تاريخ من العقوبات

دونالد ترامب ليس الرئيس الأمريكي الأول ولن يكون الأخير الذي يوقع فرض عقوبات اقتصادية على إيران، بل إن الأخيرة لها تاريخ من المواجهة مع العقوبات الاقتصادية والعسكرية، وذلك مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر منذ بداية الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي جاءت نتيجة انقلاب وثورة (.....). منذ عام 1979 حتى 2018 وإيران موعودة بكل ما يثقل الكاهل الاقتصادي بدءاً من تجميد حساباتها في البنوك العالمية حتى حرمانها من بيع نفطها في الأسواق العالمية، مروراً بمنع استيراد كل سلعها التي تفتخر بها من سجاد وفستق وزعفران وكافيار وعسل، لتعود إيران إلى ثمانينات القرن الماضي مع شعب بات أكثر انفتاحاً مما مضى، شعب يعشق الانطلاق والحرية أكثر من آبائه في ثورة السبعينات. العقوبات اليوم ستكون أشد مرارة وقسوة من السابق، ليس بحجمها فقط، بل بوقعها أيضاً، فضلاً عن أن هذه العقوبات جاءت بناء على أسباب لم تكن تصب في مصلحة الشعب أصلاً، بل كانت تستفزه، مثل دعم الميليشيات العسكرية التي تثير القلاقل على حساب حكوماتها في الشرق الأوسط، إضافة إلى رفض طهران إضافة البرنامج الصاروخي إلى ملف الاتفاق النووي، فهذا البرنامج لا ينفصل عن البرنامج النووي الذي بدأ قبل الانقلاب الإيراني، إلى أن وصل إلى اتفاق أبرمه الرئيس الأمريكي السابق أوباما، ثم عدّ لاغياً من الجانب الأمريكي منذ أكثر من ثلاثة أشهر. الاتفاق النووي الجديد هو الحل الوحيد الذي سينقذ إيران من عقوبات قادمة ومتوالية وإن استمسكت ببعض دول الاتحاد الأوروبي والصين، ونظرت باستهزاء وعناد تجاه هذه العقوبات الأمريكية المتواترة. [email protected]