العاطفة الاصطناعية

يقدم فيلم الخيال العلمي الجديد «انقراض» فكرة في غاية الغرابة، كابوس يتكرر يقض مضجع البطل، ولكن قلقه سيتحوّل رعباً حين يرى كوابيسه حقيقة، إذ يواجه كوكب الأرض عملية إبادة جماعية مع تدمير كامل لمنشآته وسكانه، لتبدأ بعدها رحلة الهروب من الموت المحقق برفقة عائلته. الكابوس الحقيقي حين ندرك أن هؤلاء البشر وعائلاتهم الذين نخشى إبادتهم ما هم إلا آلات مصنّعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولكن ذكاءهم الفائق مكنهم من غزو الأرض فطردوا البشر إلى المريخ بعد أن استولوا على بيوتهم وحياتهم وأفكارهم، وأن الغزاة القادمين من الفضاء هم البشر الذين يحاربون حرب استماتة لاسترداد كوكبهم الجميل. لن ينتصر البشر المتقدمون في الفيلم، ولن يخسر الاصطناعيون الفائقو المشاعر والأحاسيس، إذ يهربون لإعادة ترتيب صفوفهم من جديد للدفاع عن حقهم في الوجود. يتركنا الفيلم في النهاية مع سؤال مهم: أين الحقيقة؟ من نحن؟ ما مدى معرفتنا بما يدور حولنا؟ من يدري فقد نكون نحن أيضاً مطورين اصطناعياً لكن ذاكرتنا كذاكرة من في الفيلم معدّلة بما يسمح لنا بتذكر ما يراد لنا تذكره. [email protected]