2018-08-08
عندما نكثر من النقد وتحليل الجانب السلبي للشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية؛ فهذا لا يعني أننا ننسى الجانب الإيجابي، وأخشى أن التغطية السلبية لشبكة الإنترنت قد تعطي البعض جرعة من اليأس والإحباط ولا ألوم من يشعر بذلك، هناك الكثير مما يمكن نقده والإشارة إليه على أنه جانب سلبي من الشبكة.
مؤسس «تويتر» لديه تصور جيد لطبيعة الشبكة، يقول إنك لو كنت تقود سيارتك ورأيت في الطريق حادثاً فمن الطبيعي أن تنظر، من الطبيعي أن ينظر كل من يمر بالقرب من الحادث، هذا تصرف مألوف وعادي، لكن الشبكة تفسره على أن الجميع يطلبون مزيداً من حوادث السيارات، وإن بدأت ترى مزيداً من الحوادث على الطريق نفسه، ففي يوم ما ستختار غيره لكن المشكلة أن غيره قد لا يقودك نحو ما تريد أو قد يصاب بداء الأول نفسه.
الحل التقني لن يعالج الكثير مما يتسبب به الناس، وانتظار الحل من الشركات وجهات أخرى قد يطول، لذلك لا بد من اختيار ما تراه وتقرؤه وتتابعه في الشبكة، سبق أن تحدثت عن تجربتي في التوقف عن متابعة الأخبار في كل الوسائل، والتوقف عن مشاهدة التلفاز وقد كانت تجربة إيجابية، فما المانع من اختيار ما تريد وترك كل شيء آخر؟
قرأت تجربة كاتب أراد الموازنة بين الشبكة والحياة خارج حدود الشبكة، اختار هواية صنع الخزفيات وسيلة لفعل ذلك والتحق بمدرسة فنية محلية تقدم درساً أسبوعياً لهذه الهواية؛ فصنع الخزف يتطلب من المرء التركيز التام واستخدام جسمه ويديه لصنع القطع، هكذا يبتعد المرء بعقله وجسمه عن الشبكة، لكن المثير أن هذه الهواية جعلت الكاتب يتجه إلى الشبكة مرة أخرى لكن بطريقة مختلفة.
الكاتب أراد التواصل مع آخرين يشاركونه الهواية نفسها، فوجد زاوية في الشبكة إيجابية والناس فيها لطفاء ويتعاونون بتبادل المعلومات والخبرات ومشاركة التجارب، وهذا غير مقتصر فقط على هواية واحد، بل كثير من الهوايات الفنية وغير الفنية التي تحتاج من المرء أن يستخدم يديه وجسمه ويبتعد عن الحاسوب، هوايات كزراعة الحدائق والطبخ والرسم والنجارة وغير ذلك، كل هواية أو حرفة لها مجتمعها الذي يغطي مواقع كثيرة في الشبكة، عليك فقط أن تجدهم.
هذا ربما ما يجب عليك فعله إن كنت تشعر بالإحباط من الشبكة، وتود الابتعاد لكن لا تدري إلى أين، ابحث عن هواية وابحث عن مجتمع لهذه الهواية، الشبكة ستكون مكاناً مختلفاً عندما تفعل ذلك.
[email protected]