2018-08-08
في بداية الآية 196 من سورة البقرة، يقول الحق سبحانه وتعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ..}، ولفظة (لله)، في الآية الكريمة، لها معانٍ متعددة، تضيق عنها أسطر من يريد الكتابة حولها..
من أدق هذه المعاني، أن شعيرة الحج، شعيرة لا تمت للسياسة بصلة، ولا يصح أن يستعملها الحاج، من أجل رفع شعارات سياسية، أو تبني مواقف أيدلوجية معينة، ومن يفعل ذلك يكن قد ضيع الحج عن أهم مقصد من مقاصده، وهو الإخلاص لله تعالى..
الحج أكبر شعيرة إسلامية، جمع الله لها مختلف الحشود، ليكون الجميع، على اختلاف ألوانهم، وأعراقهم، وأقاليمهم، ومذاهبهم؛ أمة واحدة، وعلى هيئة واحدة، لا فرق فيها بين كبير أو صغير، ولا بين غني أو فقير؛ جميعهم يرجون القبول من خالقهم، سبحانه وتعالى، ويخشون التعرض لما لا يرضيه، من صغائر المعايب والسفاسف؛ باذلين كل جهدهم في التحقق بقوله ربهم: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجّ}..
الحج شعيرة عظيمة، وفرصة كبيرة ليتدرب الإنسان فيها على التجرد من الأغراض المادية والعادات المألوفة؛ وهذا هو ما نراه واضحاً في الإحرام الذي يلبسه المحرم، وفي امتناع الإزار والرداء عليه، وامتناع القفازين، وتغطية الوجه على الحاجة، وترك التعطر والتزين على الذكر والأنثى، وغير ذلك من المألوفات التي تدل على التجرد من الدنيا، وضرورة تخليص النية مما سوى الحق، جل جلاله.
[email protected]