2018-08-02
كانت خطوة ذهبية بالنسبة لأمازون حين أقدم مؤسسها جيف بيزوس عام 2007 على إطلاق منصة للكتب الصوتية عبر القارئ الإلكتروني «كندل» وعلى الرغم من خلوه من «المشتتات الرقمية» في البداية إلى أنه ظل دائماً الجهاز المفضل والذي أدخلت عليه تدريجياً تحسينات من مثل: تحميل الكتب من أي مكان، وخاصية الحبر التي لا تستهلك كثيراً من الطاقة والصديقة للبصر إضافة إلى ميزة لا يمكن أن يقاومها أي قارئ شغوف وهي خدمة الكتب الصوتية «أوديبل» والتي تغطي احتياجات السوقين الأمريكي والبريطاني من الكتب وعروض الراديو وقراءات الصحف والمجلات.
لكن لم تعد أمازون هي القائد الأول لصناعة الكتب الصوتية في العالم، إذ إن تحديات كلغة المحتوى مثلاً أتاحت المجال لدخول منافسين جدد مثل «ستوري تل» وهي شركة سويسرية أُسست عام 2005 تمكن القارئ من التصفح اللامحدود للكتب بخمس لغات من ضمنها العربية ومن دون الحاجة للاتصال بالشبكة، وغوغل بلي الذي يعد القراء في 45 دولة بتقديم الكتب الصوتية بتسع لغات ومن دون اشتراك شهري ثابت، وكل ذلك لا يعني بالطبع غياب الشركات الصغيرة وحتى التجارب الفردية والمؤسساتية عبر التدوين الصوتي عن كواليس صراع العمالقة، ولكنه يعكس أن الظاهرة لا تتكلم العربية على الأقل في بداياتها، ورغم وجود مشاريع واعدة مثل تطبيق «كتاب صوتي» الذي أطلق أخيراً بنسخته الذهبية في دبي ليقدم الخدمة للقراء من خلال ثلاث باقات تمنح الاستخدام غير المحدود دون الحاجة للاتصال بالشبكة.
مرة أخرى المشروع سويدي النشأة بصبغة عالمية كما أراد له أصحابه الذين بدؤوه دعماً للأطفال السوريين في دول اللجوء وهي خطوة إيجابية نحو مستقبل نأمل أنه لم يخطف بعد من أيدي صناع المحتوى العربي، أمر قد يحدث إذا لم يفكر هؤلاء بمنطق السوق العالمية التي تحول كل حاجة مادية كانت أو معنوية إلى سلعة قابلة للمقايضة والتربح من دون أن يمس ذلك بقيمة وجودة المنتج النهائي، وذلك لا يتطلب منا صناعة كاتب عربي جيد وحسب، بل ومواهب صوتية وإنتاجية وتسويقية وإدارية متمرسة، وقد يسبق ذلك كله صناعة مطوري المحتوى العربي الجيد على الشبكة.
[email protected]