2018-08-02
كل نتيجة تحصل عليها من خلال تجربتك الشخصية حتماً ستكون أصدق وأكثر تأثيراً فيك من أي تجربة خاضها جارك أو صديقك، حتى وجعنا الشخصي وآلامنا التي نجتر مرارتها في السر والعلن وتلك التي تؤرقنا في صحونا ومناماتنا، فكثيراً ما يحدث أن تخذلنا العبارة وتبدو في أحايين كثيرة قاصرة أمام وجعنا الشخصي، فنختار التزام الصمت ونلوذ بأوجاعنا بعيداً حينما نجد أنفسنا عاجزين عن وصف ذلك الشعور الذي يصعب وصفه أوتحميل ثقله للآخرين.
من أقبح الوسائل والسبل التي يلجأ إليها البعض، لاستدرار عطف الآخرين، تمثيل دور المسكنة، ففي الوقت الذي من الأجدى لهم التفكير في البحث عن حلول لمساعدة أنفسهم أو علاج مشاكلهم الشخصية، تجدهم يسخّرون أنفسهم لتسويق معاناتهم للآخرين إلى أن يقنعوك بأنها «أم المآسي» في العالم!
من أقذر السبل التي قد يُقدِم عليها الإنسان لتسليك شؤونه الحياتية أن يتاجر بمعاناته الشخصية أو بمعاناة المقربين منه ومن دون علمهم!
المفارقة في كل أولئك المتاجرين بمعاناتهم أنهم بارعون في لبس الأقنعة، فتجدهم أمام فئة بعينها في قمة انبساطهم و«تطوسهم» وأوج «استغنائهم»؛ الفئة التي يحرصون على إظهار اكتفائهم بكل وسيلة يملكونها، فقط، لإيصال رسالة مفادها «بأننا متساوون»، وفي موقع آخر تجدهم البؤساء؛ يستدرون عطف من حولهم، ويسوقون دور المسكنة لأجل «تخليص» مصالحهم الشخصية!
فأي بؤس إنساني هذا الذي يدفع بالإنسان لسلوك هذا المسلك الرخيص لكسب عطف الآخرين واستمالة جانبهم أو لتغطية وجهه الآخر الماكر الذي سرعان ما يسقط بين هذين «الحبلين»!
المسكنة ليست عيباً، ولكن تمثيل واصطناع المسكنة لأجل الضحك على الناس، واستغلال الجانب الإنساني فيهم، من طيبة، وكرم، وحسن نيات، وسخاء، أو منصب، هو العيب عينه، فأسوأ ما قد يقترفه الإنسان في حق أخيه الإنسان هو «استغفاله» واستغلاله عاطفياً، أو مادياً، أو مهنياً، أو أخلاقياً لأجل الوصول لمآرب شخصية، أو أن يُبقي علاقته بك قيد حاجته وحسب.
همسة:
«إن أردت أن تتخذ مني يوماً جسراً للوصول إلى غاياتك؛ فليكن، ولكن بعد أن تصل لا تكسرني!».
[email protected]