لن يكون الصمت

سلسلة طويلة من الانتقالات التي لم تكن عادية في ما مضى، لكن الإنسان يحياها اليوم. فالتغيير جزء أساسي من حياته، تجبره الظروف أحياناً، فيتيه لاجئاً في بقاع الأرض باحثاً عن وطن جديد، وقد يختار بنفسه التنقل في أحيان أخرى، جرياً وراء مطامع أكبر. وبين هذا وذاك تنقطع الصلات بالجذور، تذوي روائح البيوت القديمة، ذكريات الطفولة تتلاشى، تحلّ محلها وجوه أخرى، ويلهث الجميع وراء حياة أيسر وأهنأ وأفضل وآمن. وفي وسط هذا كله، يهدد الإرهاب حياة البشر الآمنين، يفجعهم فجأة في حبيب أو صديق، أو حتى مجرد وجه إنسان لا يعرفونه، لكنه يبقى إنساناً له من الأحبة من يحزنون لأجله، تضرب يد الغدر فجأة فلا تعود الحياة ذاتها، يستوطن الخوف القلوب، ويبعثر الأحلام، ويشترك البشر في كل الأرض بهذه المشاعر، عن هذا تكتب الفرنسية (لورانس تاريدو) روايتها: (وفي النهاية الصمت) واصفة التغير الكبير في باريس بعد أحداث شارلي إيبدو، لكنها تعود وتؤكد في النهاية أن الصغار سيهللون للحياة؛ ففيهم تكمن بذرة الأمل لغد مشرق يواجه الرعب بعيون برّاقة. [email protected]