سيلفي جداً

في زمن اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، تقلصت حاجة الفنانين والأدباء إلى الحضور الشخصي، من أجل مشاهدة أو متابعة فعاليات التظاهرات الفنية والثقافية العربية، باستثناء المشاركين فيها طبعاً، فالعروض والندوات وأهم الأحداث تُنقل مباشرة عبر تلك القنوات والمواقع، أو تطوعاً من قبل الحضور، والنشرة الورقية اليومية المصاحبة للفعاليات لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا أوردتها في تغطياتها، وتتوفر النسخة الإلكترونية منها قبل صدور الورقية بساعات. ربما تثار حفيظة البعض ويطلقون دفاعاتهم الجاهزة، على أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعوض الحضور الحيّ، بما فيه من وجود حقيقي ومباشر يثري أحداث الفعالية، ولهؤلاء نقول إن فناني البلد المنظم للحدث والمشاركين فيه، قد تولوا مسؤولية ذلك الإثراء عنكم. البعض، شغلهم الشاغل في الحياة هو حضور كل حدث ثقافي أو فني، ثم تفتقد رؤية وجوههم أيام انعقاده، ووجودهم يقتصر على الافتتاح والختام، وخيبة أملهم تحدث حينما تضل دعوات تلك الفعاليات طريقها إليهم، فيُحرمون عندها من خاصية تحديث صفحاتهم ومشاركاتهم على مواقع التواصل، فخسارة «السيلفي» مثلاً، مع الماء والخضرة والوجه الحسن، لا تعادلها خسارة! [email protected]