2018-08-01
يكاد يُجمِع العالم بأقطابه وأقطاره على حقيقة جلية ورأي مشترك، مفاده أن الخطر الذي باتت تشكله الميليشيات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط والعالم أصبح خطراً عابراً للقارات، وأن التهاون مع المد الشيطاني والنبت الظلامي كفيل بأن يهدد ليس طرق الملاحة البحرية فحسب، بل ويزعزع الاستقرار الدولي، ويثير النعرات الطائفية والاقتتال والاحتراب وتدمير كل ما حققته الحضارة الإنسانية، ليس لهدف ما، وإنما لإشباع أوهام وأساطير تعشعش في جماجم هذه الطغمة الفاسدة، وتصور لهم أن العالم ساحة مستباحة وملعب يجوبون أطرافه كيفما شاؤوا وأينما شاؤوا، ضاربين عرض الحائط كل قيم السلام، ومبادئ التعاون، وحسن الجوار، ومنتهكين كل الأعراف والمواثيق العالمية التي تربط شعوب الأرض ودولها.
إن تعمد قطعان الحوثيين المارقين الطغاة الخارجين على القانون والشرعية والخارقين كل قيمة وخلق، زرع المعابر المائية بمئات الألغام البحرية، وبالقرب من الموانئ اليمنية، وتوازي ذلك مع التهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق أو تعطيل معبر هرمز البحري، وقطع شرايين الحياة المنطلقة إلى العالم من الخليج العربي هو أعتى أنواع الإرهاب العالمي، وأفظع ممارسات لقراصنة العصر، وقطاع الطرق المتجلببين بجلباب التقية، والساعين إلى خراب الشعوب والأمم، وبناء هيكلهم من جماجم الحضارة الإنسانية.
وما بين عارف وغافل، وبين مجامل وآخر صاحب مصلحة ومماطل، يستمر العدوان الميليشياوي الحوثي والإيراني، يزبد ويرعد ويهدد ويبعث إشارات أقل ما يقال عنها إنها قمة الوقاحة والصفاقة والعنجهية التي تتطلب موقفاً حازماً.
دولة الإمارات وتحت مظلة التحالف العربي أدركت خطر هذه الشرذمة الفاجرة المارقة، وعرفت أن أفقهم العدواني مفتوح، وأن أحلامهم الفاسدة تتوسع أكثر من مخيلتهم المريضة. لذلك قدمت الإمارات ولا تزال قوافل من الشهداء والأبطال في معركة الكرامة والدفاع عن حرمة مياهنا العربية وجوارنا، وهي مستمرة وبنجاح وبسالة في وقف وتقليص هذا المشروع، بل تدميره على رؤوس من أنشأه ورعاه وسانده وسكت عنه، وعلى العالم كله يقع اليوم واجب مساندة دول التحالف لقطع اليد التي تحاول قطع شرايين الحياة عن العالم، وإشاعة الفوضى والخراب.
[email protected]