2018-07-31
تختار المشاعر أحياناً الارتباط بصفات تضاعف من هويتها ـ كأن تنتقي كلمة «عارم» أو «جارف» - حتى ينتقل لمرحلة تأثير مختلفة على حامله. فيلقي ذلك الشعور بظلاله على مناطق أوسع من الوعي والذاكرة. ولكي يصل شعور ما لتلك المرحلة، عليه أن يكتسب طاقة هائلة تمكنه من القيام بذلك. وإن تساءلنا عن مصدر تلك الطاقة، فنحن المسؤولون الوحيدون عن تزويد المشاعر العادية بما يضاعف من قدرتها.
وحينما يتدرج الشعور ليصل لمرحلة القوة المطلقة، نكون مهيئين معنوياً نوعاً ما لتقبل أي تأثير مصاحب له. لكن عندما ينطلق الشعور من نقطة الصفر ليصل للذروة خلال لحظات، حارقاً بذلك المراحل الطبيعية التي تعيننا على الاستعداد لما هو قادم، فنحن أمام تحدٍ يستنزف طاقة هائلة منا.
بالتالي لنكون قادرين على الصمود خلال المباغتة التالية، فإننا بحاجة لمرحلة هدوء نسبي. نعيد ملء خزاناتنا العاطفية من منبع الاستقرار الذاتي عن قناعة حقيقية. لكن لا تسعفنا الأحداث كل مرة بالوقت الكافي للتزود بما يلزم. فيتوالى أحياناً الاستنزاف العاطفي إلى الحد الذي نفقد اهتمامنا بما يجري معنا، ونكون حينها قد بلغنا مرحلة اللامبالاة.
وحينما يعتاد الشخص على حرق المراحل التدريجية لميلاد المشاعر، فينطلق بأقصى سرعة ممكنة لبلوغ قمم المشاعر، على اعتبار أنها أشد النقاط تركيزاً فيها، يكون قد أتقن مرحلة التذبذب بين المشاعر المتناقضة. دون منح وعيه وذاكرته أي وقت يُذكر لاستيعاب ما يحصل، أو لاتخاذ القرار المنطقي في تلك اللحظة.
وقد يعلق الشخص في دوامة التذبذب بين قمم المشاعر المتناقضة، فلا يعود قادراً على تمييز أي نمط شعوري أبسط غيره. بالتالي يواجه كل طرف مشارك في أي موقف معه تركيزاً عالياً لمشاعر ما من داعٍ لوجودها هناك.
وحين يفشل في تهدئة المتذبذب والعودة به وبشعوره للمنطقة الطبيعية، يجد نفسه مضطراً لمجاراة ذلك التركيز في الشعور.
فهل نعتزل المتذبذبين بين قمم مشاعرهم المتناقضة؟ أم نجاريهم بأن نصعد بدورنا لقممنا الخاصة بنا استعداداً للمواجهة؟ تقول شيكو أوكازاكي: «أنت وحدك فقط من يعلم بظروفك، وبما تمتلكه من طاقة للكفاح، وبما يحتاجه أطفالك، وبالمتطلبات المعنوية لكل ارتباطاتك الأخرى في الحياة. فكن حكيماً خلال الفصول المكثفة من حياتك.. ولا تقارن نفسك بغيرك مطلقاً».
[email protected]