2018-07-31
يقول المثل: «أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب» وهذا ما يحدث في طهران هذه الأيام. فجميع التيارات والأحزاب، من متشددين وإصلاحيين وغيرهم باتوا في سلة واحدة تعصف بهم رياح المقاطعة، الحظر، والعقوبات الدولية التي قد تواجههم، فلا يوجد أحد أفضل من أحد.. خامنئي المتشدد الرافض حتى للاتفاق النووي، يشيد بتهديدات روحاني الأب الروحي الإيراني للاتفاق النووي. ليس على مستوى الإشادة فقط، بل بات الإفراج عن الزعيمين الإصلاحيين مهدي كروبي المرشح للرئاسة في عام 2009، ومير موسوي رئيس الوزراء الأسبق، واللذين وُضعا تحت الإقامة الجبرية بأمر من المرشد الأعلى، قد حانت ساعة الفرج بالنسبة إليهما، والتي لم تأت مع تحذيرات الراحل رفسنجاني لخامنئي من سجنهما، ولا من مطالبات مجلس الأمن القومي الإيراني، ولا وساطات الأصدقاء والأقرباء.. لكن اليوم بات الفرج قريباً مع ما سوف يعصف بإيران الخمينية.
خامنئي يحتاج اليوم لكل الحرس القديم وليس الحرس الثوري، ولو كان يستطيع أن يعيد حتى رافسنجاني من قبره لأخرجه، ولكفّر عن ذنوبه تجاهه، ليس العفو عن كروبي وموسوي فقط. فاليوم ليس زمن الشعارات والموت لأمريكا، وما استطاعت إيران بالأمس أن تتجاوزه مع الحظر .. ربما لن تستطيعه اليوم مع عقوبات أكثر، في زمن مختلف مع شعب ثائر جله أتى في زمن الثورة البائسة، التي دعمت إرهابها في الخارج مقابل استلاب أمنها من الداخل.
خامنئي اليوم يرفع راياته ولكن بطريقته الخاصة .. فهو بين خيارين أحلاهما مُر.. بين أن يكون أو لا يكون على طريقة هامليت.
[email protected]