العالم يدين إيران

تستعر إيران من الداخل، وما زال الشعب يعاني من استنزاف الحرب في سوريا والعراق، وفقدان الحقوق والخدمات، وهذا الصراع المحتدم يقوي جناح الإصلاحيين، ونأمل تخليص الشعب من هذا النظام المجرم. فمنذ اعتداءات طهران على سفارة السعودية وقنصليتها في مشهد إلى يومنا هذا لم يهدأ نشاطها الإجرامي ضد المملكة، وفي محاولة أخرى من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران استهدفت ناقلات النفط السعودية في مضيق باب المندب. ما تصنعه إيران من حروب ظاهرة وخفية وتطرف وعنصرية ومكائد لزعزعة استقرار دول المنطقة، سيعود أثره السيئ عاجلاً أو آجلاً عليها، وما يحدث هو نتائج زرع زرعته وستحصد ثمره، ومن أجل هذه الأسباب كلها يتعين على مجلس الأمن أن يوقف هذا العبث الذي استمر أعواماً عدة، وعلى واشنطن أن تتصدى لهذه الهجمات الشرسة، وتعطل المنشآت النووية الإيرانية، خصوصاً بعد العقوبات. فحين كنا ننظر متفائلين إلى نهاية الحرب في اليمن ازداد تهديد إيران تجاه السلام وتجاه أمن العالم، وذلك بسبب الثورة المتقدة في نفوس نظامها الحاكم وما تعانيه من تدهور اقتصادي بعد انسحاب الشركات العالمية، وانهيار العملة الإيرانية، حتى أصبحت التسويات السياسية ملغومة مع دول المنطقة والولايات المتحدة، في هذه الأوقات ندد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بالتصرفات الإيرانية في الشرق الأوسط وتمزيق الدول ودور الميليشيات التي تحكم بقوانين فاسدة وزعامات حمن رب تستحوذ على الثروات وتقتل الناس. من هنا تبدأ صناعة التاريخ انطلاقاً من موقف حازم للمملكة العربية السعودية في مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل في لاهاي، ضد طهران لدعمها المتواصل لميليشيا الحوثي التي تظهر نزعاتها الأكثر شراسة حتى غربت معها العقلانية، وفي هذه الحالة سيكون فرض العقوبات الدولية على إيران والحوثيين كسهام موجهة إلى قلب السياسة الإيرانية. لم تعد الأمور كسابق عهدها كما كانت في عهد أوباما يتم تمرير التجاوزات بإتقان، فالمساحة لا تتسع لدولة تتمدد من دون رادع أمام العالم، وقرار السعودية تعليق مرور شاحنات النفط عبر مضيق باب المندب ضربة قاصمة لإيران لم تكن تتوقعها في صميم سياستها الخارجية، وما زالت الأحداث تتعقد بعد استهداف ناقلات النفط، وستبقى مثار استنكار عربي وإسلامي ودولي في كل المحافل الدولية وتجريمها دولياً، تلك الهجمات التي تهدد الملاحة البحرية. [email protected]