بلاد أهل التاج .. الطاجيك

بلاد التاجيين أو بلاد أهل التاج أو التاجيك، اسم عربي لبلاد جميلة من بلدان مسلمي ما وراء النهر في آسيا الوسطى، تلك البلاد التي كانت اللغة العربية من اللغات الرئيسة فيها بعد اللغة الأم التاجيكية، ولا يستبعد أن يكون اسمها عربي فهناك كثير من المناطق في تلك الجمهورية ما زالت أسماؤها عربية مثل مدينة حصار وغيرها من المدن، وهي أسماء وصفية لحالات ومواقف. هذا المبحث ـ أي اسم الدولة - شرعت فيه بعد لقائي عدد من المستعربين من التاجيك وسؤالي لهم عن سبب تسميتهم بالتاجيك أو الطاجيك، في رحلتي القصيرة التي زرت فيها جمهورية طاجيكستان شهر أبريل الماضي، بدعوة كريمة من وزارة الثقافة الطاجيكية وترتيبات أنيقة من سفارة جمهورية طاجيكستان في الإمارات العربية المتحدة. لمعنى اسم التاجيك عدة تفسيرات أهمها التفسير العربي لرسم حرف التاء بالفارسية وغيرها من اللغات الأعجمية التي تستخدم الحرف العربي في كتابة لغتها ومنها الفارسية والأوردية، فالفارسية والأوردية تكتبان حرف التاء برسمه العربي بدون نقطتين فوقه ويرسمون حرف طاء صغيرة بدل النقطتين، وعليه فإن كان العرب المشارقة هم من أثبتوا اسم الطاجيك بدل التاجيك فهم حولوا نطق التاء إلى طاء من رسم الحرف، أما إن كانت التسمية من العرب المغاربة فهم عادة ما يقلبون التاء طاءً باللفظ الاعتيادي، والتفسير الآخر هو تفسير وصفي لزيّهم الشعبي، فالرجال التاجيك يلبسون قبّعة على رؤسهم تشبه التاج ومن ذلك قد تكون التسمية جاءت من العرب كذلك فنُعت أحدهم بالتاجي (مفرد) والجمع (تاجيّين)، وهناك باحثون يقولون إن التسمية تعني دولة صاحب التاج وصاحب التاج عندهم هو إسماعيل الساماني الذي له تمثال على رأسه تاج من الذهب في قلب العاصمة دوشونبيه، لكن كما أسلفت هذا مبحث جديد أنوي العمل فيه لكني أطرحه هنا للتداول فهو قابل للصواب أو للخطأ. التاجيك من البلدان القديمة التي ذكرها الرحالة العرب وأهمهم ابن بطوطة، كما أنها من البلاد التي عمّ فيها الإسلام وأصبحت حاضرة من حواضر البلاد الإسلامية، وهي بلاد ذات لسان فارسي، فلغتها الأصلية هي اللغة الفارسية، وهي تحوي قدْرَاً كبيراً من تاريخ الفرس المجيد. والتاجيك بلاد مهمة كانت ضمن محطات طريق الحرير، كما أنها من البلدان التي كانت ضمن دائرة اهتمام الإسكندر في رحلة فتوحاته العظيمة. تبلغ مساحة جمهورية طاجيكستان أكثر من 143 ألف كيلومتر مربع، معظم أراضيها جبال لكنها غنيّة بالمياه، وهي من أصغر الدول في آسيا الوسطى، تحدها أفغانستان من الجنوب وأوزبكستان من الغرب وقيرغيزستان من الشمال، والصين من الشرق. من أهم المدن التي زرتها مدينة دوشومبيه ومعنى الاسم يوم الاثنين، نسبة إلى سوق كانت تعقد في المدينة يوم الاثنين من كل أسبوع، ومدينة بنجكين على حدود أوزباكستان ومدينة نورك على حدود أفغانستان والمدينة التاريخية حصار. [email protected]