2018-07-27
مع الرد الحاد الذي واجه به الرئيس الأمريكي نظيره الإيراني واعتماد الرئيس ترامب لغة صارمة تجاه إيران، كل ذلك يضع النظام الإيراني أمام مفترق طرق كبير حول معالجة الآثار المتوقعة من هذا الحصار الذي يفرضه العالم على إيران بعدما تأكد للجميع أن إيران داعم رئيس للكثير من العمليات الإرهابية والتدخلات في المنطقة حيث تقف إيران خلف كل مشكلة سياسية يمكن الحديث عنها الآن.
سؤال مهم لا بد من طرحه في هذه المرحلة حول خيارات إيران الصعبة في ظل حقيقة مهمة تقول إن إيران سوف تجد نفسها بلا فرصة كي تنجو هذه المرة، حيث أدركت الولايات المتحدة أن المساحات المفتوحة التي كانت إيران تتحرك في داخلها يجب إغلاقها، وأن على إيران العمل من جديد على إعادة التزاماتها الدولية تجاه الكثير من القضايا سواء فيما يخص سلاحها النووي أو غيره من المشكلات التي وقفت إيران خلفها في المنطقة.
أمريكا لوحت بخيار إعادة الاتفاق النووي بشكل مباشر مع الولايات المتحدة حيث يعتزم الرئيس ترامب تلافي الأخطاء الكبرى التي شملها الاتفاق المسمى خمسة زائد واحد والذي تغاضى بشكل كبير عن محاسبة إيران عن دورها في خلق المشكلات في المنطقة.
الأزمة الاقتصادية التي ستواجهها إيران مع تطبيق العقوبات الدولية عليها ستبدأ بالظهور تدريجاً، ولكن ذروتها ستكون خلال الأشهر الأولى من عام 2019، حينها ستفكر إيران جدياً في خياراتها الصعبة، فتلك العقوبات ستشكل ضغطاً قوياً على النظام من الناحية الشعبية والأيديولوجية، وسوف تتصاعد الأزمة بشكل تدريجي خلال الأشهر القادمة إلى أن تصل ذروتها مع بداية العام القادم، فالأزمة في ذلك الوقت ستكون قد وصلت إلى عمق الشعب الإيراني وهناك الخيارات الصعبة.
إيران دولة رعت الإرهاب وتدخلت في دول كثيرة ومارست خلق المشكلات، كل ذلك حدث خلال أربعة عقود مضت ولذلك فقد حان محاسبة هذا النظام بشكل دقيق ومباشر، فهذا النظام إما أن يستمر في ممارسة تعنته ومحاولاته اليائسة للخروج من هذه الأزمة، أو يستجيب للمتطلبات الدولية، ولكن عندما يحدثنا التاريخ عن مثل هذه الأزمة فهو يخبرنا صراحة أن إيران في مواجهة حاسمة مع ذاتها، والأشهر المقبلة سوف تكشف عن أي الخيارات الصعبة ستتحدث إيران للخروج من أزمتها.
[email protected]