إيران في حيص بيص

كان الشاعر أبوالفوارس سعد التميمي الملقب بشهاب الدين لا يتحدث مع الناس مطلقاً بلغة مبتذلة، بل يحدثهم بلغة عربية فصيحة، ويختار مفردات لا يتداولها العامة. فهو أول من قال «حيص بيص» مجتمعة، عندما رأى جمع من الناس يتناقشون ويختلفون في أمرهم، فقال «علام الناس في حيص بيص». وبما أن حديثنا اليوم عن ما يحدث في طهران من اختلاط وشدة بين ساستها إزاء ما قد يواجهونه من تهديد بمنع تصدير النفط الإيراني، حيث نجد «حيص بيص» ما بين تصريحات الرئيس حسن روحاني وتأييد المرشد علي خامنئي من جهة، ونقض رئيس الأمن القومي والسياسة الخارجية حشمت الله فلاحت بيشه للتصريحات والتأييد من جهة أخرى. فروحاني يهدد أمريكا بإغلاق مضيق هرمز، الذي تعبر منه ناقلات نفط الخليج، وخامنئي يصفق لهذا التهديد الفلتة الذي كما قال عنه «هو نهج النظام». مضيق هرمز يعد من «أعالي البحار»، التي تعد مياه دولية لا يحق لإيران ولا غيرها التحكم فيها إلا بميل ونصف عن شواطئها. فمثلما يقع ميناؤها بندر عباس على شمال المضيق، هناك في جنوب المضيق تقع محافظة مسندم التابعة لسلطنة عمان، وإمارة الفجيرة إحدى الإمارات السبع من دولة الإمارات العربية المتحدة. إن الجهل أو التجاهل بالقوانين الدولية والتهديد البلطجي يقلل من قيمة السياسي أيّاً كان، فتهديد روحاني ينبئ بقيام حرب، وليس بممارسة حق سيادي، مما جعل رئيس الأمن القومي حشمت الله، على الرغم من صلافته، يحاول (ترقيع) ما صرح به الرئيس وأيده فيه المرشد الأعلى قائلاً: بالتأكيد أن الرئيس لم يكن يقصد ذلك! [email protected]