الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

برنامج الإمارات لرواد الفضاء

يعتبر التعليم أولى ركائز تطور الشعوب، وبقدر ما يُبذل له من إمكانات يخلق أكثر فأكثر تخصصات متنوعة، ومن ثم يصنع الإنسان تاريخ نبوغه وتفوقه بوصفه علاقة تفاعلية بين الأخذ والعطاء، فالكائن البشري يتجدد ذاتياً بحضور الوعي والظروف المحيطة به، وينعكس إيجاباً على جودة ما يقدمه ويستطيع المنافسة به، والنهوض ببلاده ليكون منتجاً ومتنوع الدخل، ويكون ضمن استثمار متكافئ لرأس المال البشري. وقد بلغ فضل العلم والمعرفة في العصر الحديث أوجه وأعلى درجاته وأثرى إيمان الإنسان بقدراته، في ظل رعاية الدولة له، حيث تعمل على مشروع علمي كبير متعدد المستويات والمناهج، ومنه تعكس النهضة والتطور الراهنة ميلاداً لكافة العلوم ومنهجاً يلائم دراسة المؤثرات التي تسهم في تشكيل مركز علوم للفضاء وتقنياته على أرض الإمارات. ومنها بناءات عقلية بمنزلة آلة تصوير تنقل التقنيات الحديثة لبلوغ الحقيقة العلمية وفق قوانين ونظريات تبين انتصاراً طبيعياً للعلم والتحولات الكبرى التي تعيشها البلاد، فقد تأهل تسعة مرشحين إلى مرحلة التقييم النهائية ضمن برنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعمل ضخم قادر على اكتساب الإتقان وتنفيذه. من هنا يمكن متابعة التجربة مع وجود حقيقة يقينية بالعلم بمعية تجربة تفوق الخيال لها قيمة كبرى لاقتصادها ونهضتها ووصولها إلى مصاف التقنية العالمية، فهي المنطلق لإرسال أول دفعة من رواد الفضاء الإماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية خلال أبريل 2019. كما أن التعليم لا تتحقق غاياته وأهدافه إن لم توجد به روح علمية متقدة طامحة في وسط اجتماعي مشجع، وبيئة حاضنة لكي يصنع حضارة حديثة كالحضارات التي سبقتها، وعالمنا اليوم هو عالم السرعة والتقنيات وأساليب الإنتاج، والتطور السريع والمستمر ورسوخ ظاهرة العولمة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وبذلك يشتغل ذهن العالم بخطوتين رئيستين، تمثل الأولى منطلق الاستدلال العلمي، وتمثل الثانية خلاصة الاستدلال، ويعني التجربة. فالدول صاحبة الاختراع تمثل المصدر الوحيد في بناء النظرية العلمية، وكل ما يحدث في الواقع يضاعف من حظوظ الدول الطامحة إلى تحقيق هذه القوة وتماسكها المنطقي، ويحظى برنامج الإمارات لرواد الفضاء باهتمام بالغ، ويأتي ذلك من أهمية التطور والتراكم المعرفي والمنهجي الذي رسم أثراً واضحاً على خارطة العالم. [email protected]