2018-07-22
المالح بشكل خاص ثم السحناه أطباق شهيرة في المطبخ الإماراتي، وهي من الأطعمة غير المكلفة أي الرخيصة نسبياً، قوامها السمك المملح المحفوظ، ويكثر ذكرها وتناولها بعد شهر رمضان المبارك في عيد الفطر وما يليه من أيام.
المالح يعتمد في صنعه على أنواع محددة من الأسماك هي القباب والكنعد والصدا وأحياناً سمك الخن، وتكون عملية صنع المالح من خلال تقطيع وتنظيف السمكة وإزالة الرأس والأحشاء وغمرها بالملح الطبيعي، أو ما يسمى الملح الذراني الصخري وورق الليمون وقشر الليمون وقشر فاكهة الشخاخ أو الترني والزعتر الجبلي، ويترك لفترة من الزمن لينضج ثم يؤكل بأشكال عدة، منها مردودة المالح أو الموغّر (الممشورة) أو تحته أو فوقه وأحيانا المكبوس.
أما الماء الناتج عن المالح فيسمى (الصروبيْ) وهو محبب للبعض فيؤخذ في وعاء ويضاف عليه قليل من الماء، ويعصر عليه الليمون ويؤكل مع الخبز.
وأشهر سمك للمالح هو القباب وهو نوع من فصيلة أسماك التونة، وأيضاً سمك الصدا الذي يشبه القباب لكنه أقل جودة من القباب، وهناك أيضاً سمك الكنعد وهو من سلالة أسماك التونة، وهي من الأسماك الشهيرة والمرغوبة في الخليج العربي واسمها العلمي (سكمبيرومورس كميرسون).
القلة تستخدم سمك الخن، وسمكة الخن من الأسماك التي تعيش في المياه الطينية في الخليج العربي، وهي سمكة أعماق تقتات على الطين وفضلات الأسماك والبحر.
والمالح كلمة عربية فصيحة وقد ذكرت في معجم الغني، مَالِح (فاعل مِنْ مَلَحَ) فيقال مَاءُ البَحْرِ مَالِحٌ أي غَيْرُ عَذْبٍ، أو بِهِ مِلْحٌ، وطَعَامٌ مَالِحٌ أي مَا كَانَ بِهِ مِلْحٌ زَائِدٌ.
أما السحناه فهو السمك المسحون أو المطحون من سمك صغير يسمى القاشع أو الجاشع، وهي سمك الأنشوفة أو الأنشوجة، تصاد بنوع خاص من الشباك بعملية خاصة تسمى الضغوة، تيبس تحت أشعة الشمس ثم تطحن بعملية تسمى السحن، ومنها استمدت اسمها السحناه، وهي من أطعمة السفر، تؤكل مع الرز الأبيض والسمن البلدي المسمى سمن الذوابة.
في معجم الغني، سَحَنَ (فعل ثلاثي متعد) سَحَنْتُ، أَسْحَنُ، اِسْحَنْ، مصدر سَحْنٌ، سَحَنَ الشَّيْءَ دَقَّهُ، سَحَنَ الخَشَبَةَ دَلَّكَهَا حَتَّى تَلِينَ.
وفي معجم الوسيط سَحَنَ الشيءَ سَحَنَ سَحْنًا أي دقّه، سَحَنَ الخشبةَ أي دلّكَها حتى تلينَ من غير أن يأخذَ منها شيئاً.
[email protected]