2018-07-22
على الرغم من جميع محاولات القضاء على التنظيمات الإرهابية، إلا أن بقاياها ما زالت تشكل خطراً في بعض المجتمعات، فمن تشبعوا بالأفكار الظلامية موجودون، وكل منهم على استعداد لممارسة أي فعل إجرامي يعتقد أنه يخدم به تنظيمه وقادة ذلك التنظيم.. أولئك القادة الذين ما زالوا يبثون الفساد في العقول، ويوجهون أتباعهم للتخريب والعبث حيثما استطاعوا، لذا لا بد من التوجه إلى جذور التنظيمات، والقضاء على رؤوسها من جهة، والسعي لبث الوعي لمنع محاولات تجنيدها للشباب في أي مكان من جهة أخرى.
مقولة «الإرهاب لا وطن له» صحيحة تماماً، فهو يمتد في كل مكان، وخطورته تكمن في أن عملياته الإجرامية تأتي غدراً من حيث لا يدري أحد. ومن هنا يجب أن يكون الحذر سيّد الموقف في أي موقع يحتمل أن يعبث فيه الإرهابيون.
مواجهة أفكار التطرف بأفكار تنويرية مضادة قد تجدي على المدى البعيد، فهي مسألة مرحلية، أما الأهم فهو القضاء على تلك التنظيمات نهائياً فلا تقوم لها قائمة، وما يحدث من مواجهة عسكرية لها في أكثر من منطقة يفترض أن يستمر كي تتلاشى قدراتها تدريجياً، وينعدم التواصل بين عناصرها ويتفرقون، فيسهل القبض عليهم وهم متناثرون في المساحات التي كانوا يحسبونها آمنة لهم.
كذلك، يقع على عاتق وسائل الإعلام دور أساسي في التنوير وإرشاد الجيل الجديد وتعليمه كيف يميز الصواب من الخطأ، وكيف يحب الحياة ويحرص على أرواح الآخرين ويعمل من أجل المستقبل ويسهم في صناعة الحضارة بدل هدمها، والعودة إلى العيش بعقلية تعود إلى الوراء ولا تنظر إلى الغد، فما صنعته التنظيمات الإرهابية من كوارث يجب أن يُنسى، ولا بد أن تتعلم الأجيال المعاني والقيم السامية للحياة، فهي الرسالة الأجمل لكل إنسان.
[email protected]