2018-07-19
ينتظر البعض سنوات طوال ليتعرفوا إلى أنفسهم من جديد، أو حتى ليقتربوا قليلاً من ذواتهم. وقد يمر العمر كاملاً في حالات أخرى من دون أن يستطيع الإنسان أن يقتنص فرصة اكتشاف حقيقة ما يحب وما يريد، ما يكره وما ينبغي أن يفعل.
البطلة (ميادة خليل) في رواية (نسكافيه مع الشريف الرضي)، نموذج لمرأة عربية انسحبت سنوات عمرها منها من دون أن تدري، ضاع الشباب وضاع الوطن في غمضة عين، لتصحو يوماً والشيب غزا رأسها، وتشتت الأهل وهي وحيدة في منتصف العمر، امرأة انتظرت خمسين عاماً قضت جلّها في الغربة، هرباً من حروب الداخل وطمعاً في أحلام الخارج، سنوات مرّت وهي تائهة مغتربة، لتكتشف نفسها ووطنها العراق البعيد، وكأنها تراه للمرة الأولى من خلال عيون جارها الهولندي المنتحر الذي ترك ضمن ما ترك ديواناً للشريف الرضي ولوحة فنية عن العراق.
كوب النسكافيه الذي تشربه البطلة يتماشى مع عادات الحياة السريعة، وتربط قصائد الشريف الرضي الشخصيات، لتكتشف البطلة من خلال تركة الأجنبي ما كان غائباً عنها وتحسم قرار العودة للوطن.
وتترك سؤالاً لماذا هذا الديوان بعينه!!
[email protected]