فرحة ولوعة المونديال

للفوز بكأس العالم فرحة خاصة لم يتذوقها على مدى عمر البطولة عبر 88 عاماً و21 نسخة سوى الذين فازوا بها من قبل، وهم 8 دول، البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، أوروغواي، الأرجنتين، فرنسا، إنجلترا، وإسبانيا. الاحتفالات الفرنسية التي عمت أرجاء البلاد، وكانت ذروتها احتشاد مئات الآلاف بشارع الشانزليزيه الشهير بباريس، والتي مرت بها السيارة المكشوفة للنجوم ومدربهم يرفعون الكأس ويشاركون كل الفرنسيين الفرحة، قبل أن يصلوا لقصر الإليزيه ليقابلهم الرئيس ماكرون ويمنحهم وسام الشرف. المكاسب التي ستجنيها الكرة الفرنسية ليست المكافآت الضخمة التي سيجمعها المنتخب، وليس مكانتهم الجديدة مع أنديتهم ومضاعفة شهرتهم وإيراداتهم، بل هي عصر جديد من تنمية صناعة كرة القدم لتدخل منافسة جادة مع إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا. وربما الأكثر تعاسة، هم الذين وصلوا إلى حافة نادي العظماء ولم يتمكنوا من الدخول، ووصلوا إلى بئر الماء ولم يرووا ظمأهم، وهم الذين خسروا المباراة النهائية، ومنهم من كرر ذلك ثلاث مرات، كهولندا أعوام 74 و78 و2010، أو مرتين مثل المجر وتشيكوسلوفاكيا (قبل تفكهها)، أو مرة واحدة مثل السويد، وأخيراً كرواتيا، التي وصلت إلى المباراة النهائية وحققت المركز الثاني وهو أفضل إنجاز في تاريخها الكروي، ويضاف إلى المركز الثالث الذي حققته عام 1998، والإنجازين حصيلة رائعة في ضوء 27 عاماً هي عمر الدولة التي تم إعلانها رسمياً عام 1991، في الحقبة الثانية لاستقلالها عن يوغوسلافيا.