2018-07-17
انتهت الأمسية الشعرية، فطلب بعض الحضور الإذن بالمداخلة والتعليق، وكان من بينهم سيدة أيرلندية تتكلم العربية بحكم تخصصها الأكاديمي، فهي طالبة في إحدى الجامعات، وكانت في زيارة إلى البلد لاستكمال بحثها حول المسرح فيه. تكلمت السيدة، والحق أن حديثها لم يخلُ من خطأ لغوي هنا أو هناك، لكن أخطاءها لم تكن بعيدة عما هو شائع على ألسنة الكثيرين من أصحاب العربية أنفسهم. ومع أهمية ما ذكرت ودقته فإن البعض أراد أن يستعرض ،فقاطعها بالقول إن على من يريد أن يتحدث في الأدب أن يتقن العربية، ويحترم قواعدها، وإلا فعليه أن يصمت.
كان تدخلاً محرجاً للسيدة، فصمتت، ثم سرعان ما انسحبت، ولم تُر بعد ذلك في أي مناسبة أخرى.
هذا مثالٌ عما نرتكبه أحياناً من خطايا بحق ثقافتنا، إذ لم ينظر صاحبنا إلى ما في الموقف من دلالات إيجابية، ولم يحترم امرأة تنتمي إلى ثقافة مغايرة، لكنها مهتمة بأدبه هو، ولغته، وشعره، ومسرحه، وتاريخه.. وقدّم على ذلك كله أنانيته وحبه للاستعراض، مغلفاً إياه بغيرة كاذبة على اللغة وقواعدها..
ومن يدري!! فربما بات صاحبنا ليله مزهواً بما فعل، إذ أخرس امرأة قطعت القارات لتقول كلمة في حبها للغته..!!
[email protected]