2018-07-17
تتطاحن أهواء المسافرين حسب غاية كل منهم .. تختلف وتجتمع في مواضيع حسب المدينة أو أجواء رفقة السفر وتأخذ قدر المستفاد، لا أن تتجول في مساحة لا تزيد على مركز تجاري كبير وتسمي ذلك هروباً من الحر.
فئة مغادرة وفئة أخرى تجمع حقائبها للسفر ما يجعل الأمر مشوقاً لكي تستقصي وجهاتهم وما قد يواجههم فيها من معارف وأجواء جميلة وتاريخ وطبيعة.
يأتيك صديق ويحدد ترحاله بالمركبة بين مدن وقرى متقاربة بغرض اكتشافها، وآخر حدد يوماً من سفره لزيارة المتحف الوطني في بلد ما والتعرف إلى تاريخه، ومنهم كثيرون يبحثون عن دولة تتوافر فيها الحافلة السياحية المليئة بالأحداث لكي تريهم جمال المدينة.
وبين هذا وذاك لا أَجِد تبريراً لمن اختار وجهته لتكون عبارة عن فندق ومجمع ومجموعة مقاهٍ يجتمع بها كمٌ من الخليجيين لا تتجاوز مساحته بضعة كيلومترات.
يتباهون بملابسهم وما تحمله من علامة تجارية وخطواتهم البطيئة وكأنهم على منصة أزياء، يتنقلون بين مقهى و آخر، حتى نهاية الصيف ثم يرجعون وفِي ذاكرتهم نقاشات بسيطة عن مقاهي لندن واللقاء بالصدفة مع مجموعة من المعارف.
هذه المغامرات التي نسمعها في بعض المجالس بعد انتهاء موسم السفر، بينما الذي يحمل سيارته إلى أوروبا ويتفاخر بها فهذا له متسع أكبر من الحديث عن بطولاته.
هو أسلوب حياة وثقافة نتقبل جزءاً منها شرط ألا تتأثر سمعتنا ببعض ممارساتها، ونرسم صورة في أذهان سكان تلك المدن بأننا مجتمعات مادية بحتة يتابع بَعضُنَا الآخر.
ذاكرة المكان تحيط بمجموعة من الناس ما يجعلهم يوجدون بها طوال الوقت، وهذا لا يمنع أن يكشف المرء العوالم التي حوله بقراءة صحفهم وتأثيرات ثقافتهم التاريخية على حاضرهم، ما يعطي نكهة أخرى للسفر، حاول أن تتنقل بين فنون المدينة وثقافتها فلربما فتحت لك هواية وآفاقاً كنت تجهلها في نفسك.
قد تعجب بالعمارة وأنت تسير في شوارع المكان الذي تقصده وقد تأخذك خطواتك للبحث عن معارف تطور من أدائك وفهمك لعملك.
اجعل لك ذكرى جميلة في السفر ولا تكرر مسرحية «باي باي لندن» التي ما زلنا نراها واقعاً منذ إطلالتها الأولى في ديسمبر 1981.
هذا التساؤل اطرحه على نفسك وأنت تعد لوجهتك المقبلة، أو استغل وجودك في الخارج لكي تحدد برنامج الغد، ولأن الصاحب ساحب فالخيار لك .. أن يأخذك أصدقاؤك أو تأخذهم!
[email protected]