الخميس - 26 ديسمبر 2024
الخميس - 26 ديسمبر 2024

حتى نفهم أنفسنا

سمعت أحد الأقارب وهو على مفترق في حياته، وقد أنهى المرحلة الثانوية ويريد التوجه لإكمال دراسته الجامعية، يقول لا أعرف أين أذهب؟ أو لا أعرف ما الذي أريد أن أدرسه؟ والحال نفسه عندما يكون أمام أحد ما خيار وظيفي سيرسم مستقبله وحياته المقبلة في مجملها، حيث تراه متردداً، وعندما تسأل عن سبب كل هذا التردد، يجيب بأنه لا يعرف ما هو الأفضل؟ أو أن يقول إنه في حيرة لأنه لا يعرف ما الذي يريده؟ أجزم بأن معظمنا بطريقة أو بأخرى التقى أو سمع مثل هذه الكلمات أو نحوها، كلمات تدل على الحيرة وعدم المعرفة، وأعتقد أن لمثل هذا الواقع سبب يتعلق بعدم معرفتنا لأنفسنا، جهلنا لقدراتنا وإمكاناتنا وأيضاً عدم معرفة لما نريده، ببساطة يتورط في مثل هذه الحيرة كل إنسان لم يحدد هدفه ولم يقم بدراسة مبكرة لما سيواجه في المستقبل المقبل، هو لم يتعمق أولاً داخل نفسه ويحاول وضع خطة تناسب توجهاته وما يريده فعلاً ولمَ يريد أن يحققه، ببساطة هو لم يضع أهدافه لتناسب طموحاته، وهذه مشكلة كبيرة لأننا عندما يحين وقت الاختيار أو وقت القرار المصيري فإننا نقوم باتخاذه تحت طائلة الإلحاح والنصائح المتفرقة التي نتلقاها وليس وفق الدراسة ومعرفة النفس والإمكانات وأين سيصل بنا الطموح الذاتي. إن أهم نصيحة يمكن أن توجهها وتعلمها لمن يصغرك في السن ولمن هو أقل خبرة، هي تلك التي تتعلق بتحديد الهدف مبكراً ومعرفة ما تريده نفسه ونظرته للمستقبل. [email protected]