2018-07-12
دائماً ما يتحدثون عن فن إدارة الحياة، وكيفية توجيه دفتها إلى شاطئ السلام، والنأي بها عن القلق، والضغط النفسي، وجلد الذات المستمر اللا مبرر، وتحميل الأشياء أكثر مما تحتمل، في حين يمكن تجاوزها أو تركها، ولكن السؤال هنا: هل نتمتع جميعنا بنسق تفكيري مرن يؤهله لإدارة حياته بشكل صحيح أو بلا ضغوطات؟
الحياة تحتاج إلى إدارة جيدة، كأي قائد مركبة، قد يكون من الضرورة حصوله على رخصة، ولكنه في الوقت ذاته لا بد له من معرفته بقوانين السير وحقوقه وحقوق الشارع!.
من الأمور التي يتسبب الإنسان فيها بإيذاء نفسه كثيراً دون أن يشعر، حينما يظن بأنه يسلك الطريق الصحيح في حياته، الطريق الذي سيمنحه الراحة الأمان والرضا والاستقرار الذي يريد، ولكنه لا يجيد السير إلاّ بحمولته الفائقة التي تفوق وزن «مركبته» وربما أكثر!
ولذلك، وليس على سبيل المفاجأة، و بعد فترة من المسير، بأن الذي يحدث هو إما انفجار الإطارات، أو تعطل المركبة عن العمل في منتصف الشارع!
ربما، كنتُ أو كنتَ من أولئك الذين يحمّلون أنفسهم أحمالاً فوق طاقتهم الاستيعابية منذ أمد طويل، ولكنك، لم تتوقف بعد؛ لتركن جانباً وتبدأ بالتفكير في حالك.
قد لا يستوعب البعض أن الأحمال النفسية لبعض الأمور أشد عبئاً على الذات الإنسانية من أي عبء آخر، قد يتكلف الإنسان حمله دفعة واحدة في سيرورة حياته، كأن تخص نفسك وعواطفك لأشخاص لا يمكن أن يقدروا لك تضحياتك لهم، ولا صبرك عليهم، وعبء مهادنة الحياة لأجلهم، بالرغم من لامبالاتهم وتحملك لعبء وجودهم في حياتك.
كأن تبقى في حالة استنزاف ذهني ونفسي مستمر، إزاء مشاريع وأمنيات قديمة، وترهن نفسك في تلك الحسرة على ما لم يأتِ أو يتحقق منها، كأن تُبقي نفسك في دائرة اللوم وجلد الذات على واجب لم تقم به لفلان أوعلاّن، وأنت غير ملزم به، كأن تبقى رهين تكهنات وتأويلات عديدة ليس لها وجود، كأن تجبر نفسك على إنجاز أمور عدة في آن واحد، ولكنها تستنزفك تماماً حتى لا تعود قادراً على حمل نفسك!.
وحتى نتخفف من بعض أحمالنا الزائدة، علينا أن نتعلم كيفية استخدام «علامات الترقيم» في إدارة حياتنا؛ متى نفصل ومتى نتوقف!!
[email protected]