أذربيجان .. مملكة المتاحف!

ليس من باب المصادفة أن تصبح الثقافة الأذرية نموذجاً فريداً في التنوّع والعراقة والجاذبية الخاصة، خلال رحلتي الأخيرة لمست الطبيعة النقية للشعب الأذري المضياف اللطيف في سلوكه العام والمثقّف من جذوره بانتماءاتٍ فكريةٍ متنوّعة. أما بيوتات الفنون الأرقى «المتاحف» فهي تروي هناك القصص غير المحكية للماضي التليد، زرتُ متحف الفن الوطني في أذربيجان، وهو أكبر متاحف الفن في الدولة، يحوي أكثر من 17 ألف عمل فني نفيس بعضها تعود للقرون الوسطى وبعضاً من أشهر الأعمال التاريخية المنتمية للفن الأوروبي والتركي والياباني والأذربيجاني أيضاً وغيرها من المدارس الفنية الأشهر في العالم. كما أن من يزور باكو يجب ألا ينسى «متحف السجاد الأذربيجاني» وهو أول وأهم متحف للسجاد في العالم حيث تم تأسيسه عام 1967، وشهد منذ تأسيسه حتى اليوم عشرات المعارض والأحداث والتكريمات والتقديرات الدولية، بالإضافة لاحتوائه على مجموعةٍ من أقدم وأنفس وأثمن قطع السجاد في العالم والذي يعود بعضها للقرن الرابع عشر، ومكتبة للكتب الأكثر مبيعاً عن فن السجاد وعن فن الصناعات الحرفية الأذربيجانية. أما جبل النار، فهو صاحب أقدم ظهورٍ دائمٍ للنار على الكوكب يُتوقع أنه سبق الميلاد بـ2000 عام! إنه جبل باكو الذي عَبَدَ الناس ناره لعقودٍ طويلة قبل الفتح الإسلامي. سر النار دائمة الاشتعال هناك هو حقول الغاز، والتي تغذي ألسنة النار ليقارب طولها عشرة أمتار والتي تسبّبت في وجود ينابيع مائية ساخنة تُستخدم لأغراض علاجية، كما أن النار دائمة الاشتعال حتى في الشتاء هي مصدر دفء أساسي للزوار. [email protected]