2018-07-07
في حوار مع صديق باح لي بأنه بداية لم يكن يؤمن بفكرة المقهى الشهير الذي يرتاده الآن، ولسنوات طويلة لم يقتنع بأن يدفع ثمناً للقهوة من دون خدمة أن تقدم له قهوته على الطاولة، وأنه رفض ولسنوات أن يقف في الصف ليدفع ثمن قهوته وأن ينتظر النادلة لتنتهي من تحضيرها أمامه، وكذلك الأمر مع كثير من الأشياء التي اعتدناها وأصبحنا في سقف توقعاتنا لا نقبل غيرها، ولكن المستغرب الآن عدم إيماننا بالاختيارات، فإذا كان الاختيار هو طعم القهوة فإننا غالباً ما سنخضع لمثل هذه الإجراءات لنحصل على ما نريد من المقهى، بينما تنتشر مقاهٍ أخرى كثيرة بإمكاننا أن نحصل منها على ما نريد إذا قررنا ذلك أيضاً، ولكن أن نتغير نحن حسب الظروف ونسخط في الوقت نفسه في بداية التغيير فهذا أمر طبيعي جداً.
إن كثيراً من الذين أثاروا تغيير نمط محطات الوقود وطريقتها في التعامل هم نفسهم الذين يقودون سياراتهم في بلاد أخرى وينزلون من سياراتهم بلا تذمر، بل يشعرون بمتعة هذا التغيير، لا شك في أن هناك الكثير من الأمور التي بإمكاننا أن نتنازل عنها مقابل أشياء أخرى، ولكن لنتذكر الاختيارات، كأن تختار وقتاً مبكراً خارج الوقت المعتاد أو متأخراً لكي لا تضع نفسك في طابور طويل أثناء ذكر وأن تختار أن تحتاط أثناء عملية التعبئة أو أن تختار خدمة أخرى أو شركة أخرى وتدفع ما تدفعه في المقابل، في النهاية للآخرين حق التغيير ولنا حقوق الاختيار والتعبير والتقبل والتأقلم.
[email protected]