2018-07-07
أدرك أن موضوع الخوف من التغير جرى طرحه مراراً، ولا بأس من العودة إليه لكونه يحمل أثراً بالغاً في مستقبلنا وأيضاً أثراً في مجمل مسيرتنا في الحياة، ذلك أن المخاوف في حياتنا متنوعة وأسبابها أيضاً عدة ولا يمكن استحضار سبب واحد منها والتركيز عليه.
لكن تبقى المخاوف المستقبلية واحدة من أهم عوائق التقدم على المستوى الفردي والجماعي، ويمكن التعرف إلى هذا النوع من الخوف عندما تجد إنساناً مقرباً حذراً في كل خطوة يخطوها وعند أي محاولة لاستبدال نمط أو شكل اعتاد على وجوده في حياته. والحذر قد يكون مفيداً، لكن المبالغة تسبب ضرراً بالغاً، المخاوف من التغير سلوك يحد من التطور الشخصي ومن التقدم الذاتي. وعلى الرغم من وضوح السلبية التي تنتج عن مثل هذا الخوف، فإننا بطريقة أو أخرى نقع في أتونه ونمارسه وكأنه يشعرنا بالأمان. هناك فئة من الناس تدعي أنها تفهم أهمية تغيير البعض من الممارسات في حياتهم وإضفاء طابع تجديدي عليها ومواكبة التطورات، لكنهم على أرض الواقع لا يحدثون أي أمر جديد ولا يقومون بأي عمل فعلي نحو التغير، ومثل هذا السلوك مفهوم بالنظر لما يتلبسه من القادم المجهول، فأساس الخوف هنا هو ذلك المجهول الذي لا نعرفه ولا نفهمه، ولا يمكننا من تجاوز مثل هذه المخاوف بدون الثقة بقراراتنا والفهم الواضح الذي لا لبس فيه بأن عدم الفاعلية وعدم التطور هو بمثابة حكم على مستقبلنا بأن يكون ضبابياً وأن يتجاوزنا الآخرون فقط لأنهم يملكون الثقة والإقدام.