2018-07-06
صدر أخيراً كتاب «العالم كما هو» لمؤلفه بن رودس - مستشار الرئيس الأمريكي السابق (أوباما) وقد تعددت المقتطفات من هذا الكتاب التي ملأت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ويبدو أن هذه المقتطفات تمادت قليلاً في بعض الترجمات وخاصة عند استخدام كلمات مثل (يحب ويكره) هذه العبارات الحادة قد توجد في قواميس كثيرة ولكن في دولة مثل أمريكا يصعب بل يستحيل أن يعلن رئيس أمريكي اتجاهات عاطفية شخصية تخص موضوعات سياسية.
أنا لا أدافع هنا عن أوباما فقد أفسد أوباما سياسات كبرى لأمريكا في الشرق الأوسط، ولكني متأكد أن ما خلف ذلك ليس هو الحب والكره الشخصي بل المصالح الأمريكية التي كان يراها أوباما، العاطفة العربية بطبيعتها لا تعرف المنطقة الرمادية كثيراً بل لا تريد أن تعترف بها وتريد الإجابات الحادة، ولعل السؤال هنا يقول ما الفائدة أن نكتشف أن أوباما أحب العرب أو كرههم، وماذا يفيد أن نكتشف أن أوباما وقع في غرام إيران عندما كان رئيساً لأمريكا.
هذا الكتاب كما يبدو من عنوانه ليس تحليلاً نفسياً لشخصية أوباما بقدر ما هو تحليل مهم لمرحلة سياسية عاشتها أمريكا في عهد الرئيس أوباما، والإشارة إلى العبارات الحادة عند ترجمة هذا الكتاب (يحب أو يكره) لا تؤدي إلى الاستفادة من هذا الكتاب فإذا أثبتنا أن أوباما يكره العرب أو يحبهم فهذا يعني انتهت القضية بموجب هذه الإجابة الحادة.
ليس من حق أي رئيس في أمريكا أن يسير السياسة الأمريكية بموجب اتجاهاته الشخصية فهو يمثل أمة وهكذا هو الواقع السياسي السليم، أما السياسة التي تسبح في بحيرة العاطفة فهذا شيء مختلف مع أنها توجد كثيراً في تاريخ البشرية وخاصة السياسة التي تعتمد الدكتاتورية في منهجها.
كتاب بن رودس (العالم كما هو) يشكل تحليلاً لمرحلة مهمة من سياسات أمريكا التي يحاول الرئيس ترامب أن يصلحها، ليس لأنه يكره أو يحب ولكن لأن المصالح الأمريكية تتغير في هذه المرحلة ولأن الشرق الأوسط هو مسرح العمليات السياسية، فإن دول الشرق الأوسط اليوم بحاجة ماسة إلى إصلاح سياسات أمريكا في التعامل مع إيران من خلال الانقلاب على تلك السياسات التي سادت في الماضي.
[email protected]