2018-07-05
حتى وإن لم يتم تصنيفها بعد كظاهرة، إلا أنني أعتقد أن الأمر لن يطول بنا حنى نلمس آثار هذا الشيء على صناعات مختلفة رقمية وتقنية واقتصادية، والأهم من ذلك كله إعلامية.
التلفزيون الشخصي هو الأحدث في قائمة تطول من التحديثات التي تداوم الشركات مالكة التطبيقات الاجتماعية الشهيرة على الشبكة بإضافتها إلى ميزات كثيرة، تحاول بها «كسر أنوف» منافسيها وجذب أكبر كم من المستخدمين ممن ينقصهم الانتماء، عندما يتعلق الأمر بما يحقق الأسرع والأسهل في عالم الشبكات.
تلفزيون «آي جي» هو المنصة الجديدة التي أطلقها مطورو تطبيق إنستغرام في يونيو 2018، وهي تتيح فرصة أن يملك الفرد ما يشبه القناة الشخصية، التي يمكن من خلالها بث مواد يصل زمنها إلى ستين دقيقة بسهولة وسرعة، إلى جانب ميزات أساسية تتعلق بنشر الصور والقصص المصورة القصيرة وغيرها الكثير.
إن المشاهير لم يعودوا نجوم الفضاء الرقمي الأثيرين، إذ إن التحديثات التي صارت في متناول الجميع صغاراً وكباراً خلقت جرأة وشجاعة غير مسبوقتين عند أقل الناس حظاً في الظهور والتعبير عن الذات، فالمتتبع لهذه القنوات الشخصية قد يشاهد طفلاً عربياً يرتدي بدلة ويحاضر حول شخصية الرئيس لنكولن، ويتلقى دفقاً من «اللايكات» والتعليقات المباشرة حول المادة المقدمة، إلى جانب وسائل إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية تقدم بثاً إخبارياً متواصلاً حول مواضيع الساعة.
«يشاهد المراهقون التلفزيون بنسبة أقل بـ 40 في المئة عن قبل خمس سنوات»، هذا ما يقوله كيفين سيستروم المدير التنفيذي لتطبيق إنستغرام، وأعتقد أن نسبة كهذه في تزايد بسبب فروقات الأجيال، وما يفضله المستخدمون في عصر التلفزة الرقمية، كما أن ارتفاع اسهم إنستغرام في سوق التداولات إلى أكثر من 200 دولار أمريكي للسهم، يعزز فكرة التنافسية الاقتصادية بين هذه التطبيقات.
المنافسة على أشدها، ولا يقتصر الأمر على المنافسين مثل «يوتيوب»، والذي كان يشكل إلى وقت قريب مستقبل التلفزة التقليدية، ولكنه يطال صناع المحتوى أنفسهم الذين يجني بعضهم ملايين الدولارات من خلال تصديرهم للمحتوى عبر المنصة، ما يطرح تساؤلاً حول واقعية فكرة البقاء للأصلح، والتي هي أصل نجاح عملية التطور خارج نطاق العالم الشبكي.
[email protected]