2018-07-04
تصدعت جغرافية لبنان بعدما تأسيس حزب الله في الثمانينات، كذراع لجسد إيران، ترسم الخطط وتمتهن الأدوار في حكومة لبنان، حزب فرض وجوده على أرض لبنان من خلال عصاباته في جنوبه، حتى جاءت هذه اللحظات لتواري خيبات هذه الحكومة إلى مثواها الأخير، وتسليم إيران زمام الأمور.
لقد سيطرت على مفاصل الدولة واقتصادها وبنوكها بأموالها المشبوهة، ففي مطار بيروت بوابة تعرف بـ «بوابة حزب الله» وهي بوابة تفتح المجال لانتكاسة تعبث بجغرافيا لبنان وأمنه واستقراره، وتستغل تدهور اقتصادها حتى ابتعدت الدولة عن مسارها الصحيح، فكتب دستورها من جديد بأقلام إيران وبذراع حزب الله، هذه الأرض الجميلة التي مزقها الصداع الطائفي حتى ابتلع الجميع من دون استثناء.
وبدا واضحاً للعالم أن هناك طائرات تحط في مطار بيروت، وتتمدد بكل حرية تفرغ شحناتها من إيران لا تمر عبر الجمارك ولا الأمن، يتسلمها رجال «حزب الله» ومن دون مساءلة، هل هو اقتسام السلطة مع الحكومة اللبنانية؟ أم أن إيران تستبيح أراضيها كحليف استراتيجي؟
في الحقيقة إن أمة بلا دولة أمة ضائعة تبحث عن مأوى ودولار، وستزداد الأمور سوءاً بعدما قامت الخزانة الأمريكية بتهدد البنوك اللبنانية بسبب أموال حزب الله، علماً بأن نشاط إيران المالي بات قيد المراقبة من قبل المنظمات الدولية.
أمام مكافحة تبييض الأموال المتعلقة بالإرهاب، وهذه المنظمات لها تأثير على الدول التي تضعها على لائحتها السوداء، وتدعو لتدابير مضادة ضدها، قد يكون أقوى حتى من العقوبات الاقتصادية.
منذ نقلت الحرب من إسرائيل إلى إيران والدول العربية تكتظ بها الصراعات وتتساقط تباعاً، وأحدثت فراغات مظلمة وثغرات أمنية تستنزف ثرواتها واستقرارها، وظهر ضعفها بعد الثورات التي صنعها الشركاء في الحركات الإسلامية بتمويل المال القطري، وعنترية أردوغان لزرع الفوضى والمؤامرات، واستمرت آثارها إلى يومنا هذا.
لقد عاثت إيران فساداً في سوريا والعراق وتمركزت في قلب لبنان، وكادت تسلب اليمن من اليمنيين بمليشيات الحوثيين، لولا وقوف الجيش السعودي والإماراتي وقوى التحالف في صدها وتدمير نفوذها، ولكن مازال لبنان تحت سيطرة طهران.
من هنا تتجدد معاناته لوجود مساحات سياسية خالية أمام التمدد الإيراني، ومن هنا تكون مقاطعة لبنان وعزلتها، سيكون لها الأثر الكبير في تحجيم الدور الإيراني وحزبه الإرهابي.
[email protected]