2018-07-03
كنت أتابع المحتجين الإيرانيين في طهران على الأوضاع الإقتصادية السيئة، وخطر تدني العملة (الريال الإيراني) التي يواجهونها من جهة، وآخر أخبار نقل الإبل القطرية إلى مراعٍ عمانية بالسفن من جهة أخرى. عندها تجلت لي المفارقات في أعجب الصور.. لم أتشف بالحال بقدر ما جعلني الوضع أتأمل .. ما الذي جمع بين قطر وإيران غير الخليج ومصادر الدخل النفطية؟! ما الذي جعل الدولتين على الرغم من ثراء الموارد تلم بهما الحاجات وصروف الدهر؟!
إنه التدخل المريع في شؤون المنطقة .. الحرب الإعلامية بفلول من المرتزقة .. الدعم المادي للميليشيات المسلحة، زرع بذور الشقاق الطائفي في أماكن النزاع، أوتلك المناطق المراد السيطرة عليها، هذا ما يجمع بين النظامين في قطر وإيران، على الرغم من اختلاف أهدافهما إلاّ أن أفعالهما متقاربة في التدخل الذي يتقاطعان فيه.. فبينما الأولى تنشغل اليوم في شحن الأبقار تارة، وشحن الإبل تارة أخرى.. يلقى المرشد الأعلى اللإيراني علي خامنئي باللائمة على أمريكا التي كانوا منذ أكثر من ثلاثة عقود يرفعون لافتات تحمل الموت لها!
انشغل النظام الإيراني طوال عقود بكل ما لا يجب أن ينشغل به، تاركاً أكثر من 80 مليوناً، هو تعداد الشعب الإيراني، للمجهول وسط لجة من الأحلام التوسعية، راكنا على أن الشعب لن يثور فهو يعيش زمن الثورة تحت ظلال جيش ثوري، وبدلاً من السعي لتحسين الأوضاع والنظر إلى الداخل كان هوس الخارج أقوى من كل الطموحات والأحلام، متجاهلاً أن هناك معارضة حقيقية لا مصنوعة هي بعمر الثورة والنظام الحالي، تنظر هذه الفرصة منذ عقود.. أما انشغال جارتها قطر بالإبل والأبقار في الأونة الأخيرة فيظل خيراً لها من الانشغال في أمور العالم الأكبر منها.
[email protected]