الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

ماذا بعد؟

بعد سنة دراسية طويلة انقضت بين شد وجذب قادت أقطابه وزارة التربية والتعليم من جهة وأولياء الأمور من جهة أخرى، وتكشفت خلاله بعض جوانب القصور في العملية التعليمية غطتها إنجازات تحسب لهذا الميدان على صعيد الابتكار ومواكبة العصر الرقمي تبقى الحلقة الأهم في هذه السلسلة وهي «الطالب»!! العام الدراسي غادرنا تاركاً خلفه تساؤلات عدة سواء حول المناهج ومستوى المحتوى التربوي والتعليمي المطروح فيها خصوصاً لمراحل رياض الأطفال، أو على صعيد فترة الامتحانات وما صاحبها من ثغرات أثارت استياء بعض أولياء الأمور وحدت بالوزارة للتبرير الذي كان منطقياً في مرات عدة ومنحاز أحياناً. ولعل تساؤلاً آخر يتردد في ذهني حول الإنجازات الطلابية التي سطرت خلال السنة وإن كانت ترقى للتطلعات المأمولة من قبل الدولة أو المناطق التعليمية وحتى أولياء الأمور، وهو ما يجدر الالتفات له أكثر من درس تعليمي قد يحفظه الطالب اليوم وينساه غداً، وسط استمرار أساليب التلقين وصدمة استيعاب أدوات الفهم الحديثة نتيجة الفجوة الرقمية بين الطالب والأسرة من جهة،وبين الطالب والمدرسة من جهة أخرى. كل هذه الحروب التي كانت ساحتها الرئيسيّة وسائل التواصل الاجتماعي ستذهب اليوم أو غداً في مهب الريح وستدور العجلة لتقف في فترة لا تقل حرجاً وتأثيراً من أيام الدراسة ،هي محطة العطلة المدرسية وإجازة الصيف !! وهنا يبدأ الاغتنام الحقيقي لإثراء محصلة الطالب المعرفية والفكرية لتعوض عن فترة الضغوطات التي قضاها في أيام الدراسة، إن كان هذا التعبير سيثلج صدور بعض المتحاملين على الوزارة ممن ركزوا على سلبياتها وتناسوا أنشطتها اللاصفية و أهملوا الأوراق التي ترسل في حقائب أبناءهم حول البرامج التي تدعو للمشاركة في مسابقات وفعاليات تسهم في اكتشاف مواهب أبناءهم وصقل مهاراتهم! لم يفت الأوان بل الوقت قد حان ليدرك كل مقصر واجباته تجاه أبنائنا الطلبة الذين يشكلون عماد المستقبل، فحتى ينجح الأمر لا بد من عقد صلح بين الوزارة وأولياء الأمور عبر المناقشات المباشرة وفهم متطلبات واحتياجات كل طرف .. وليفهم الآباء والأمهات نقطة جوهرية قيلت سابقاً مفادها أن التعليم ينشئ المرء، لكن الصحبة الجيدة والقراءة والتفكير هي ما تصقله.. وها هي البرامج الصيفية تشرع أبوابها لتحقق ذلك! [email protected] إعلامية