2018-06-29
من أسوأ المشاعر التي تصادف الكثير من الناس جمرات الغيرة حين تستعر وتحرق العلاقات، بل إنها قد تجعلك تحتار في تصرفات الآخر، ولا تجد لها مبرراً، للحدّ الذي تراه يتصرف ضد نفسه وضد مصالحه، إنها مشاعر قوية، وبالرغم من ذلك فالتعامل معها ممكن، بل أسهل مما تتصور.
الغيرة من فلان، والغيرة على فلان، كلها تلتقي في نزعة التملك، فالغيرة من الآخر تعني أنه يمتلك شيئاً تريده أنت، ولديك شعور طاغٍ بالاستحقاق أكثر منه، وللحظة قد تشعر بالكراهية تجاهه، بينما الغيرة على الآخر تعني أنك تخشى التهميش، وتخاف أن يشاركك أحد فيه، وترعبك خانة الإهمال التي يمكن أن تحشر فيها.
لذا عليك أولاً أن تعرف أن الغيرة بكل أشكالها عارض مرّ بالجميع تقريباً، في موقف واحد على الأقل، وإنكارها مجرد تثبيت لها، بينما التعامل معها وتهذيبها هو الباب الأول الذي تدخل منه إلى الحل. لا بد أن تدرك أن لكل إنسان مزايا تمنحه الاختلاف، حتى أنت نفسك لديك مزاياً وإن لم تعرفها، فتأكد أنه آن الأوان لمعرفتها، لتسلط عليها تركيزك، وتعتني بها، وتظهرها على السطح، لأن الغيرة مشاعر طفولة عالقة فينا، لم نتخلص منها في وقتها، لذا نتعامل معها مثلما بدأت، لأنك حين تظن أن الآخر نجم وأنت قاع مظلم، حتماً ستعاني، وستظلم الآخر، وستتعامل بجنون معه.
لذا تحتاج أن تعيد وهج نجمك، وتمسح عنه غبار النسيان، وتظهر مفاتنه التي ظننت أنها غير موجودة، أو أنها ذبلت، والحقيقة أنك نسيت من تكون فقط، أو أنك لم تتعرف إلى نفسك كما تستحق ذاتك.
وفي الغيرة على الآخر، لا بد أن تعرف وتؤمن أن الحب يغمر الجميع، ولا يضره، ولا ينقصه كثرة الشركاء، لأن في الحب خاصية عظيمة جداً، كلما بذلته أكثر، تعيش رفاهية السلام، دون انتظار لرد، أنت تعيش الحب من أجلك أنت، تعيشه في وقت التلاقي دون تفكير فيما مضى، أو في المستقبل، عش اللحظة، واترك غداً لغدٍ.
الغيرة جحيم من عاش المقارنة في مرحلة من حياته، أو بعد معاناة إهمال وتهميش، والتخلص منها ليس مستحيلاً.
[email protected]