2018-06-24
اقتربت إجازات الطلبة، وكذلك حجوزات السفر، وهي أسباب تجعل مواعيد الأسرة مضطربة، خاصة فيما يختص بمواعيد النوم، ونحن ما زلنا لم نستعد نظام نومنا بعد شهر رمضان، حيث انقلبت مواعيد كل أفراد العائلة في معظم البيوت، وكان ذلك بسبب تغير مواعيد الطعام من ناحية، وزخم البرامج والمسلسلات الرمضانية من ناحية أخرى، إضافة للإحساس بالذنب الذي انتاب الطلبة، وقد كانوا مقبلين على مرحلة امتحانات تعقب الشهر الفضيل، كلها أسباب أدت للتوتر الذي استعصى معه استعادة نظام وأوقات وظروف وهمة معظم أفراد الأسرة على الأغلب.
لو علمنا مدى أهمية النوم، فإننا لن نفرط مطلقاً بالتمسك في مواعيد ذهابنا للسرير، وتسليم الجسد للاسترخاء، لنعطي الفرصة للخلايا الدماغية أن تستعيد نشاطها، لتتحسن الذاكرة يومياً بصورة دورية، فنستيقظ من النوم ونحن أكثر نشاطاً وتوقداً ذهنياً، ذلك إضافة لما للنوم من أثر في التوازن الداخلي وهدوء النفس، والتغلب على توتر الأعصاب والإرهاق الذي يؤدي للكثير من المشاكل بيننا وبين زملاء العمل، وأفراد العائلة، ويتسبب في الحوادث أيضاً، فالنوم يعمل على تحسين الحالة العصبية والنفسية، فيُبعدنا عن التورط بالمشاكل التي يؤدي لها الضغط النفسي.
والنوم ضروري لبعض الوظائف العضوية، التي تنشط خلال فترة النوم، كالغدة الصنوبرية على سبيل المثال، وكذلك وظائف الجهاز الهضمي، وهو راحة لبقية الأعضاء مثل السيقان التي تسترخي باتجاه الجاذبية الأرضية، وتتخلص من الإرهاق على مدى النهار، ويتم ذلك يومياً أولاً بأول، وبشكل يومي، وهو ما يمنع تراكم الأوجاع فلا نصل لحالة المرض.
ومن الجماليات التي يحملها لنا النوم، تلك الفرصة الرائعة في الدخول إلى عوالم أخرى من خلال الأحلام، وطالما حفظنا أجسادنا من الإرهاق، ستظل الأحلام جميلة، وبعيدة عن الكوابيس.
[email protected]