2018-06-24
كرة القدم جزء من منظومة متكاملة في الدول، لا يمكن لها أن تسير بشكل استثنائي، قد تتأخر قليلاً وقد تتقدّم، لكنها في إطارها العام انعكاسٌ لحضارة الشعوب وميزانٌ لأحوالها.
الاستثناءات لا يُقاس عليها، والطفرات الكروية معيار غير قابل للتطبيق على العموم، منتخب البرازيل مثلاً ليس النموذج الذي تنطبق عليه هذه الرؤية، والمنتخبات العربية ليست كذلك أيضاً.
تاريخ المشاركات العربية في مونديال كأس العالم ابتدأ في ثلاثينيات القرن الماضي، ورغم ذلك فإن وصولهم إلى نهائيات البطولة لا يزال يراوح مكانه باعتبار الوصول بحد ذاته أمراً مشرفاً، وتحقيق النتائج أمنية مؤجلة في قائمة الأمنيات العربية الكثيرة.
لم تقدّم الكرة العربية ما يبهج ملايين جماهيرها الذين يضجون بالحماس في كل كرنفال كروي، وبقي المشجعون حبيسي كذبة الهزائم المشرّفة، والأداء «الرجولي» - وهي تسمية مضحكة بالمناسبة - والمواساة التي تخدّر أحزان الجماهير وتطبطب على جراح خسائرهم بـ «المقبل أجمل».
العارفون بمسار الكرة العربية يعرف أن لاعبيها ينقصهم الكثير: الإيمان أولاً بتشريف الأوطان وراياتها في ميادين الكرة، واللعب بذهنية المحترفين، لا المدللين الخائبين، الذين يعودون دائماً متوقعين استقبال الأبطال، فيما لا يستحقون صرخة واحدة من حماس الجماهير المخذولة.
أشك أننا سنفرح يوماً بنتائج العرب في كأس العالم، هذا ليس تشاؤماً ولا تقليلاً من جهود القائمين على المؤسسات الكروية، فاللعبة الشعبية بحاجة إلى خلخلة بنيتها المؤسسية والثقافية بشكل كلي، وإعادة بنائها من الصفر لتأسيس أجيال من اللاعبين تدرك معنى المسؤولية عن تمثيل بلدانها، وتثقفهم بما يحتاجونه من معرفة، وتغرس فيهم مبكراً عقلية المحترف.
[email protected]