2018-06-21
تمثّل الأسرة الخلية الأولى في بناء المجتمع. والأسرة ذات مفهوم واسع يشمل الزوجين والأبناء والأولاد وأولادهم. وقد اهتم الإسلام بالأسرة بهذا المفهوم اهتماماً بالغاً، وأولاها عناية خاصة، وعرض القرآن الكريم معظم الأحكام التي يشتمل عليها نظام الأسرة: فأحكام الزواج والطلاق والإرث جاءت مفصّلة. كما بيّنت السنة النبوية الشريفة تفاصيل ما ينبغي أن تكون عليه حياة الأسرة: بدءاً من اختيار الزوجة الصالحة، وحسن المعاشرة بين الزوجين، وحسن تربية الأبناء، وإيجاد بيئة صالحة لتكون منبتاً طيباً لتخريج عناصر صالحة للمجتمع. وكل هذا يهدف إلى تحقيق ما يأتي:
تلبية الحاجة الغريزية للإنسان على نحو يصون العفّة ويحفظ الأعراض، ويحمي المجتمع من الانحلال والفساد.
الحفاظ على بقاء النوع الإنساني، وتلبية المطلب الأساسي لبني البشر في التناسل والتكاثر. فإنجاب الأولاد رغبة يتمنى كل إنسان تحقيقها، ولن يتم تحقيقها إلّا في إطار الأسرة، وليس عن طريق العلاقات غير الشرعية. قال تعالى: «المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا».
المحافظة على نقاء النسل، وصيانة الأنساب من الاختلاط، وفوضى العلاقات بين الرجال والنساء، كما هو حاصل في كثير من المجتمعات التي ضعفت فيها الروابط الأسرية، وفقدت الأسرة مفهومها.
توفير جو صالح للتربية السوية للأولاد. فالدور الأكبر للأسرة يتمثّل في تربية النشء الذين هم أكثر الكائنات الحية حاجة للاهتمام والعناية من الآخرين.
فالأطفال لا يستطيعون أن يدبّروا شؤون حياتهم اليومية واحتياجاتهم الشخصية لفترة طويلة من الزمن، كما أنهم لا يستطيعون أن يوجّهوا أنفسهم ويرشدوها نحو الطريقة المثلى في الحياة، ولذا فإن الأسرة هي القائد والموجّه لهم في ذلك، وهذا ما يسعى الإسلام لتحقيقه فعلاً، وليس قولاً وشعارات.
كاتب وقاص