2018-06-15
كأنه يمتطي صهوة الضوء، زارنا رمضان ومضى مسرعاً، وانطوت أيامه العَجلى ولياليه المسرعات، ونفحات من الرحمة طافت علينا أحيت جذوة الإيمان، فينا وزادتنا توهجاً، وغمرتنا نسماته الطيبة بالاستغفار، والرجاء لرب كتب على نفسه الرحمة، فطمعنا بعطائه فأكرمنا، وازدان وطننا بالسخاء، فانتشرت مواكبه الخيرة تنشر الكرم رسالة، وتجوب قوافله الرمضانية كل أنحاء العالم، موائد من أجل الرحمن، ولوجهه مدها وطن العطاء الإمارات، وأثبتت الإمارات مرة أخرى وفي كل مرة أنها نهر خير يفيض في كل حين، لا مواسم له، بل امتداد يبشر بالمزيد من التكافل والتضامن والتراحم. وفي وطننا امتدت خيم رمضان الخير في كل ركن وأمام كل بيت، تؤسس لمجتمع متكافل متراحم.
صيامنا مستمر في الإمارات.. كيف؟ صيامنا متواصل لأننا نتمثل قيم رمضان في سلوكيات حياتنا اليومية، فنجدة الناس سجية أهل الإمارات، ونجدة المكروبين صيام، وعطاؤنا أنهار لا تنقطع، والعطاء عبادة وصيام، وبيوتنا مشرعة للسائل والمحتاج والملهوف، وغوث المنادين عبادة وصيام، شيوخنا وقادتنا مناهل عطاء لا تنضب ولا تنقطع، وإغاثة البشرية عبادة وصيام، وطننا يبني الأمل لشعوب، ويؤسس دوراً للعلم، ومصحات للتعافي، ويحفر آباراً للنماء وإعمار الأرض والبشر والحجر عبادة وصيام، إماراتنا (رمضانية) في كل مواسمها، وإماراتنا لا تعرف الخريف والجدب، فيض خيرها كأنه شلال من السماء يزخر بالنماء والمحبة والكرم.
نودع رمضان سائلين الله أن يتقبل من إماراتنا ما جادت به أياديها الطاهرة، فنعمل على تعزيز ولائنا لقيادتنا، وترسيخ وطنيتنا، وانتمائنا، وفخرنا بإنجازاتنا، وتذكر شهدائنا وبر أهاليهم وأبنائهم.
[email protected]