2018-06-13
للإمام علي كرّم الله وجهه مقولة هي (ما أضمر المرء شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه)، فالعين مرآة الوجه، ومهما حاول الإنسان إخفاء مشاعره، فإنها تكشف سريرته، وليست العين فقط، بل اللفتات والحركات، وإن كان بعض الخبراء ومع ازدياد الوعي بثقافة لغة الجسد، ينجح في التخفي وتشتيت أنظار المراقبين الذين هم بدورهم مشغولون بإخفاء مشاعرهم وأفكارهم عن أعين الآخرين في عالم بات يبيح خصوصيات سكانه، ويستغلها، إذ يجعلها مجرد أرقام لخدمة المعلنين وأرباحهم.
وكأنه لا يكفينا أن خصوصيات الإنسان المادية مباحة بفعل وسائل التواصل برضا منه أو رغماً عنه، فالأمر سيان، إذ إن أحدث دراسات الذكاء الاصطناعي، تبحث حالياً في تطبيقات تكشف مشاعر الأفراد على ظهر كوكبنا الجميل، من أجل استغلالها بصورة أدق، أمام هذه البرمجيات لن يكون الإنسان قادراً بعد اليوم على الاختباء، بل ليس بحاجة للضغط على أيقونة الإعجاب، بل يكفي أن ينظر فقط، وتتولى الخوارزميات التحليل والكشف، بل ستكون قادرة كما يتوقع على فهم مشاعر الإنسان أكثر من نفسه. هل نحن حقاً بحاجة إلى كل هذا؟
[email protected]