2018-06-11
انتهيت من قراءة «سخط» للروائي الأمريكي فيليب روث، وانتقلت لقراءة رواية «صانست بارك» للروائي الأمريكي بول أوستر.
من خلال هذا الانتقال كقارئة ما بين الروايتين شعرت بأني عالقة بين عالمين متناقضين، بين بطل فيليب روث «ماركوس» اليهودي، الشاب الغر، الذي يجد نفسه في أسرة تتكون من أم هادئة الطباع وأب يقلق عليه بشدة بسبب الحرب الأمريكية الكورية؛ ولكي يفر من وسواس أبيه عليه أن يلتحق بجامعة بعيدة عن سكن والديه، وهناك يجابه تحديات أخرى، فهو شاب يميل للعزلة وجل تركيزه منصب على التفوق في دراسته كي لا يجر إلى الحرب، في الوقت نفسه يقع في حب فتاة غريبة الأطوار، وتنتهي الرواية بالبطل مسحوقاً في حرب لفظته جثة.
إلى بطل بول أوستر «موريس» الذي تتمدد حياته عبر فصول مختلفة برفقة أصدقائه، موريس المحب للنساء الجميلات، ويسعى لحياة أكثر رفاهية، هو خال من العقد تقريباً، وجل عقدته أن يكون مرتاحاً في ظل بلده غير أن انهيار اقتصاد العالمي يؤثر في ظروف حياته وأصدقائه أيضاً ويجدون أنفسهم في مآزق عديدة.
كلاهما، فيليب روث وبول أوستر، يملكان قدرة فريدة لتحريك السرد عبر أحداث تبدو مألوفة تماماً غير أنها صيغت بطريقة جاذبة للقارئ. حتى الشخصيات الفرعية التي تبدو نمطية تتوالد عبر الفصول، تظهر بقوة ثم تتوارى بنهايات واضحة.
سمة الروائي الذي يتعاطى مع شخصياته بصرامة تبدو السمة الأبرز في الروايتين. اللذة تكمن في أسلوب الكاتبين لصناعة عالم روائي حاد التقاطيع، تختمر كبصمة لقارئ من عالم معاصر إلى الحقبة التي رويت فيها الأحداث.
مؤلفة ومدونة