الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

فلنغني للفرح

فلنفرح، فلنغنّي، فلنرقص مع الحياة، الحياة التي منحت لنا لنحياها، لا لنهدمها بمشاعرنا السوداوية، أو بمنعنا الفرح بها أيّاً كان. هذا ما تستحقه الحياة، ونفوسنا، أن نفرح، أن نستغل كل فرصةٍ لمثل هذا الشعور الرائع، ألا نلتفت لكل ما من شأنه أن يثنينا عن ابتساماتنا وضحكاتنا، سواءً كنا وحدنا، أم كنا مع من نحب. ستجرح، لكن ليس من الحياة، ستحزن، لكن ليس من الحياة كذلك، الحياة مخلوقٌ مرح، لطيف، يمنح الحب فقط، أما عدا ذلك فمن نفسك والناس. عاملها كما يجب أن تعامل، إذا جاءك العيد، ولست فاقداً، فما الذي يمنعك من الفرح؟ إذا جاءك خبرٌ يفرح القلب عمن تعرف ومن لا تعرف، فما الذي يمنعك من مشاركته ضحكة الروح؟ لا تتحدث عن الحروب التي لا تنتهي، والمآسي التي تغص بها الكرة الأرضية، حين يأتي العيد، لا تحدثني عن أي شيء يبعث الحزن تأثّراً في نفسي، حين يأتي العيد، هذه الهدية الربانية، الممتلئة بالألوان والأنوار والطمأنينة، حين تأتي استقبلها معي كما يليق بالمُهدي، الذي وهبنا إياها رغم كل الأشياء السالفة، منحنا جلالها، رغم كل المشاعر المظلمة في نفوسنا، كما يليق به، يجب أن نعيشها. تخيل أن تمر عليك سنة، دون أن يأتي العيد، هكذا، لا يأتي فيها، بتقدير من واهبه، ألن تندم فيها على كل الأعياد التي قضيتها تؤنب فيها نفسك على الفرح لأن سواك لا يشعر به في اللحظة نفسها؟ ألن تندم لأنك لم تعش اللحظات الجميلة فيه بكل ما تملك من شعورٍ جميل؟ ألن تتمنى لو يعود العيد مرة أخرى، لتحياه كأنه أول عيد في حياتك؟ ستفعل بالتأكيد، أنت الآن تقوم بكل ما تقوم به لأنك تعيش ضمان دخول العيد في سنتك كل عام، لذلك تبتذله، وترى أنك تستطيع تعويض مشاعرك في عيد آخر، ولكن ضمانك هذا خطيئتك التي ستحرمك من كل تفاح جنة العيد. فقط أقول: ما دمت تملك فرصة الذهاب إلى الضفة الأخرى الجميلة من النهر، استغلها قدر الاستطاعة، وكل عامٍ وأنتم بخير. [email protected]