2018-06-10
باعتبار أن تحقيق العلامة الكاملة أو حتى الاقتراب منها، يعد طموحاً مشروعاً لجميع الطلاب المتفوقين، إلا أنه لا يأتي بالتمني والدعاء، وإنما بالجد والاجتهاد والكثير من المقومات والعادات اليوميّة التي تضمن ذلك.
ولأنني من أكثر المولعين بالوصول إليها أثناء دراستي الجامعيّة، ومن تجربة شخصيّة، أجد أن أهم ما يُساعد في تحقيقها هم «الأهل»، باعتبارهم الدائرة الضيقة حول الطالب.
والتي يمكن أن تكون عاملاً سلبياً أحياناً عند الضغط عليه لإثبات تميزه وتفوقه على أقربائه وجيرانه، ولتبدأ المشكلة، وبالتالي ابتعاده التدريجي عن الفهم والاستيعاب، وتركيزه على كيفية الحصول على العلامة الكاملة فقط.
ومن ثم يأتي دور «المدرسة»، لكونها بيت الطالب الثاني، والتي يكتسب منها الأفكار والعادات والسلوكيات، عن طريق الكادر التدريسي الذي يوجهه نحو تحصيل العلامات وجعلها هدفاً.
وكذلك «النظام التعليمي» المتبع، والذي يُصنّف بالعامل الأهم في سعي الطلاب لنيل العلامة الكاملة، لاعتماده على العلامات والمعدلات معياراً ثابتاً في تقيمه وتحديد مستقبل دراسته ومجال تخصصه دون الرجوع لميوله أوقدراته، أو حتى رغباته.
والخلاصة، مثلما أن المجتمع بحاجة إلى المتفوق والمتميز، بحاجة أكثر لمن هو أقل مستوى، فالكل له دوره، خصوصاً وأن من يكون ناجحاً ليس بالضرورة أن يحصل على العلامة الكاملة، لأن النجاح يكمن في محبة وإتقان العمل المفروض.
وأكبر مثال على ذلك اعتماد فنلندا على نظام تعليمي يضمن التقارب بين مستويات الطلبة، عبر إفساح المجال للجميع لاكتساب المهارات والتعلم بالرغم من تفاوت نسب الذكاء فيما بينهم.
محامية