2018-06-05
استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل سياساتها المتزنة والحكيمة أن تحتل مكانة دولية متقدمة، وتحظى بثقة المجتمع الدولي، نتيجة لانتهاجها خطاً واضحاً، وتحركها إقليمياً وعربياً وعالمياً، وفقاً لقيمها الإنسانية، ومبادئ السلام والتسامح التي تؤطر علاقاتها مع كافة دول العالم وشعوبه.
هذا الثقل الدولي والمكانة المرموقة بدأت ملامحها تتشكل مع بدايات تأسيس الدولة على يدي المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، حيث أقام هؤلاء المؤسسون دولتنا على أسس من القيم العليا، والمبادئ الإنسانية السامية فكان السلام منهجها، والتآلف مع الحضارات والدول والشعب هدفها، والهاجس المحرك لكل نشاطاتها زرع بذور السلام في كافة أصقاع العالم.
لقد استطاعت الإمارات أن تصبح قطباً عالمياً ذا تأثير ونفوذ لا يشق له غبار، وطرفاً فاعلاً في معادلة الحضارة الإنسانية، بل والقبلة والوجهة التي يُلجأ إليها في المحن والأزمات وذلك لثقة العالم بقادتها ونياتهم الصافية النقية، وبسعيهم من أجل السلام في كل بلدان العالم ودرء أي خطر قد يؤدي إلى شقاء الإنسانية وتعاسة البشر.
وتتابع الإمارات هذا النهج حتى وقفت في الصف الأمامي ضمن الدول الفاعلة على مستوى العالم، فطورت علاقاتها مع الدول العظمى وأصبحت طرفاً متكافئاً، ورأياً مسموعاً وصوتاً محترماً في كل المحافل الدولية.
من هذه المقدمات جاءت الزيارة الحكيمة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى روسيا الاتحادية، وبحثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وتتويج هذه الزيارة بتوقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية والذي ينطوي على دلالات كبيرة تشير إلى أن الإمارات بمكانتها وسياساتها الإيجابية أصبحت منارة عالمية ومنبراً للسلام وضمانة للاستقرار العالمي، واليد التي تعمل من أجل سلام البشرية وإسعاد شعوب العالم، وأن الإمارات كانت وستبقى على مسافة واحدة من جميع دول العالم، فتلك هي البصيرة الثاقبة والحكمة بعينها.
[email protected]