2018-06-02
الإعلام من أبرز الصناعات التي تطوّرت وتأثّرت بولادة الإنترنت، لكنّها في العالم العربي لم تتجاوز استخدام الأداة، نقلاً عن كبرى مؤسسات الإعلام العالمية التي تتسابق للاستفادة من التقنيات الحديثة لدمجها في صناعة المحتوى، وهو ما يؤخر ظهور منتجات إعلامية مبتَكرة عربياً.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد أثناء لقائه الإعلاميين الأسبوع الفائت أهمية دور الإعلام في محاربة التطرف، وأكّد أنه لا يقل أهمية عن الدور الأمني، وكانت رسالة سموه إلى الإعلاميين عن ضرورة وضع استراتيجيات استباقية تشرح مضامين الخطاب الإسلامي الداعي إلى التسامح وبث روح الأمل والإيجابية، وهي مسؤولية ضخمة حمّلها سموّه للإعلام وأهله.
هذه المسؤولية شاسعة، ولا بدّ أن يؤخذ في الاعتبار، إلى جانب أهمية الجهد في المحتوى، الكيفية التي يصل من خلالها إلى الجمهور. الدولة تدعو إلى الابتكار وتحفّز المبتكرين وتدعمهم، فكيف بالإعلاميين الذين يتصدّرون المشهد التنويري، وتتضاعف مسؤوليتهم في إنصاف المنجَز الوطني، وإمداد القارئ بالمفاتيح المعرفية اللازمة، وإثارة الأسئلة الفكرية الضرورية، والسبق إلى إيجاد وسائل جديدة للتحدث إلى الجمهور، تتجاوز المواكَبَة، وتقفز إلى مساحات بِكْرٍ لم يطرقها أحد.
الفرص سانحة، والأرضية الإبداعية مهيأة للإعلام في الإمارات كي يبني على مشاريع استثنائية تدمج العلمَ بالمعرفة، وتستفيد من البنية التقنية المتقدّمة التي لا تتوافر لكثير من دول العالم، والعنصر البشريّ، السواعد والعقول التي باستطاعتها النهوض بمثل هذه الأفكار ستظهر متى ما توفّرت لها الفرصة الملائمة للابتكار.
[email protected]