2018-05-31
حالة القلق التي يعيشها الأب أو الأم حين يكتشف سلوكاً سيئاً يمارسه طفله طبيعية، فابنك أو ابنتك أعظم ما منحته لك الحياة، تريده أفضل منك، تريد أن تحميه من أي خطأ وقعت فيه قبله، تريد أن يتفادى الألغام التي تعرف أنها في طريقه، لكن هذا القلق قد يأخذك بعيداً عنه، لأنك ستشعر بالتهديد الذي يلف دربه، لذا قد تبالغ في حمايته، وتصل إلى مرحلة الحزم معه، وهو لا يزال يتعلم، يتدرب، يكتشف، تريده أن يكبر بسرعة، أن يفهم بسرعة، أن يكون ذكياً، أن يكون كاملاً مكملاً، وبالطبع هذا لن يحدث وإن حبسته في مدرسة صارمة.
لأنه رغماً عنك سيجرب، رغماً عنك سوف يسأل، رغماً عنك سيعرف، فلا فائدة من إنكار الموجود، ومحاولة زجه في حلم الملاك الذي لا يعرف درب الخطأ.
على سبيل المثال: علمت أن طفلك يكذب، وبدأ يمارس الكذب مرة بعد مرة، سوف يرعبك الموقف، لأنك تريده صفحة بيضاء، ولتعرف أنه من الطبيعي جداً أن يكذب الأطفال، ودورنا يأتي كالمنقذ من الغرق في لذة الكذب، أتعرف كيف؟
أولاً لا بد من أن تتأكد هل هي كذبة عارضة أم ممارسة متكررة، لأن الخطر في التكرار، والجميع يلجأ للكذب أحياناً لأسباب قوية، لكن حين يكون الكذب دائماً، اهدأ، ولاحظ، واعرف متى يكذب، حين يكون خائفاً، أم أنه يمارسه للحصول على شيء ما، وما هو هذا الشيء، التعاطف مثلاً، أم المادة، أم الاهتمام.
وبعدها ستفتح الحوار معه، لتعرف ماذا يعني له الكذب، وماذا يعني له الصدق، لتفهم إلى أي مدى يفرق بينهما، واسأله لماذا يكذب الإنسان؟ ولماذا يقول الصدق؟
دعه يتحدث، وانصت، لا تقاطعه، لتعرف أين المشكلة، هل هو يعرف الصدق من الكذب، أتراه يدرك لماذا الصادق صادقاً، ولماذا الكاذب كاذباً؟
ستتفاجأ من أن الإجابة مشوشة، وغير صحيحة، أو غير معروفة البتة، وهذا دورك الذي لم تقم به، فابدأ معه من جديد، علمه أن الصدق شجاعة، وعلمه كيف يتحمل مسؤولية نفسه، يرفض، يقبل، من دون خوف من أحد.
[email protected]