2018-05-29
نقابل بين حين وآخر أشخاصاً يفضلون أن نطلق عليهم أشخاصاً عاديين، وكثيراً ما تجدهم يرددون عندما تحاول أن تساعدهم في الخروج من منطقة العادي، أنهم لن يغيروا العالم إن تغيروا، وهنا تكمن المشكلة في أن الشخص يظن أنه غير فاعل بالرغم من أنه في كل يوم يغير أمراً مهماً من دون وعي.
لنبسط المسألة دعونا نشرح بإيجاز نظرية تأثير الفراشة التي تنص على «أن تحريك جناح الفراشة في الصين سيتسبب بحدوث إعصار مدمر في أمريكا»، ولنركز على كلمة «سيتسبب» لكنه ليس السبب الفعلي، لنفسرها بشكل منطقي كالتالي أن أي عمل تقوم به وإن كان صغيراً فهو سيؤثر ولو بشكل غير مباشر في أحداث أخرى دون تحديد وقت معين. تذكر معي يوم أن قمت بشرح محاضرة لم يفهمها صديقك، وكان الاختبار فيها يحدد نجاح الشخص من رسوبه، نجح الصديق وتفرقتما، والتقيته بعدها بسنوات وأنت تحمل طفلك المريض في الطوارئ ليكون هو الطبيب المناوب الذي يهتم بطفلك.
وبعيداً عن التأثير الكبير، أنت مؤثر في كل يوم تبتسم فيه لشخص في حاجة للابتسامة، أنت مؤثر عندما تكون قدوة حسنة أمام أطفالك، أنت مؤثر بكل درهم صدقة يسقي أو يطعم محتاجاً، وفي شهر رمضان بالذات يجب أن تدرك أنك لست شخصاً عادياً، أنت استثنائي ودونك قد نخسر الخير الكثير.
[email protected]