2018-05-27
يبدو أن مقولة «ذكاء الإنسان في خطر»، التي تتردد بكثرة هذه الأيام، أجبرت الكثير وأنا منهم على إعادة النظر في بعض العادات التي تثبط عمل الفكر وتشيخه.
وأكبر مثال على ذلك استعمالنا لهاتفنا المحمول عند أي عملية حسابية، أو تسجيلنا لفكرة أو حاجة ما، وكذلك التهجئة، عبر التدقيق الإملائي في مايكروسوفت وورد. إضافة إلى اعتمادنا الكلي على خرائط غوغل في السيارة، لتحديد المواقع والاتجاهات من دون تجميع صورة للمكان الذي نكون فيه، وهذا يؤكّد استثمارنا لذكاء الأجهزة أو الذكاء الاصطناعي بشكل عام.
والأخطر في ذلك تعلقنا بكل ما يجعل حياتنا أسهل، لنصبح مع الوقت غير قادرين على الاستغناء عنها، ولا سيّما في مجالات القراءة والكتابة والحساب، والاستعاضة عنه بالذكاء الاصطناعي الذي غزا العالم وغيّر من شكله وحضوره، وبمعنى أدق إصابتنا بـ «الكسل الذهني».
وللخروج من هذه الأزمة يجب الاعتماد الذهني في عمليات الشراء أو البيع اليوميّة ولو بنسب بسيطة لضمان ليونة ورحابة الذهن، وكذلك الابتعاد قدر الإمكان عن استخدام برنامج الملاحة في تنقلاتنا الداخلية أو الخارجية لتأكيد الصورة ورسوخها في المرّات المقبلة. إضافة إلى اختبارات الدماغ الدورية عن طريق قياس الذاكرة قصيرة المدى والمنطق والقدرة اللفظية، كذلك إنشاء قاعدة مرجعية من أجل تحسين التقييم في حال تراجع المستوى.
عموماً .. من المتوقع أن يُسهم التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوُّل كبير في نمط الحياة الحديثة، ومن ثم إجبارنا على إحداث تغيير في السياسات العامة بما يتوافق مع هذه التطورات المنتظرة بغية الوصول إلى التكيّف والتوافق المطلوبين.
محامية