2018-05-23
الثقافة بالعموم: العلوم والمعارف والفنون التي يُطلب العلم بها، والحذق فيها.
تقوم الثقافات البشرية على اعتبارات محكومة بالنظرة القومية والعنصرية.
أمّا الثقافة الإسلامية فهي ثقافة البشر كلهم على اختلاف أجناسهم وألوانهم، لم توضع لجنس ولا لون ولا لبيئة معينة، تطبيقاً لقوله تعالى: «يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم».. الحجرات: 13.
الإسلام يقرّر أن انقسام البشر إلى شعوب وقبائل إنما هو للتعارف، لا للتناحر والتقاتل والتفاضل، أمّا مقياس التفاضل في الإسلام فهو التقوى: الإيمان والعمل الصالح. وفي ظل هذا المقياس الذي وضع للناس كافة يرتقي الناس جميعاً بلا عنصرية، أو تمييز ويتنافسون في ميدان العمل الصالح من أجل مصلحة المجتمع والأمة عموماً، وعندما تدخل الشعوب في الإسلام لا تشعر بغضاضة في نفوسها، ذلك أن الناس جميعاً في ظل الإسلام إخوة «إنّما المؤمنون أخوة».. (الحجرات:10).
وقد جاءت تعاليم الإسلام للإنسان باعتباره إنساناً بغض النظر عن جنسه ولونه وموطنه، فعناصر الثقافة الإسلامية: التربوية، والنفسية، والروحية، والأخلاقية جاءت أحكامها وفق الطبيعة الذاتية للإنسان مجرّدة عن إطار الزمان والمكان، ذلك أن الإنسان كإنسان ثابت لا يتغيّر، ولا يتبدّل في روحه وعواطفه وأشواقه، وضروراته وغرائزه، والجانب المتغيّر في الإنسان هو الجانب العملي، أو الجانب الذي يتعامل فيه الإنسان مع الكون.
ومن أبرز السمات في الثقافة الإسلامية: الإيجابية الفاعلة، فالإسلام يأمر أتباعه بالسعي في الأرض وإعمارها، وفي مجال الحياة الاجتماعية لا يتوقّف عند النهي عن الإفساد في الأرض، ولكنه يأمر بالإصلاح والتعمير، والتعاون على البر والتقوى، والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (المائدة: 2).
كاتب وقاص