على الرغم من أن العملات الرقمية لا تراها بعينيك ولا تلمسها بيديك؛ إلا أنها أحدثت طفرة في الاقتصاد الرقمي حول العالم؛ بل وصل الأمر إلى اتجاه الكثير من المصارف المركزية حول العالم بربط عملتها الوطنية بالعملات الرقمية المستقرة، في محاولة من هذه المصارف من أجل مواكبة التطور في عالم المدفوعات عبر الإنترنت في عهد اقتصادي جديد يعتمد على الرموز والأرقام على شاشة الكمبيوتر.
العملات الرقمية عبارة عن أرقام ورموز تجدها عبر شاشة الكمبيوتر أو الهاتف الجوال، يكون لكل عملة رمز أو أشارة خاصة بها، لكن رغم ذلك تكون مؤثرة في الاقتصاد العالمي، خاصة مع الرواج الواسع لها في معظم أنحاء العالم، وذلك في الوقت الذي يتداول كبار المستثمرين ورجال الأعمال في العالم، على رأسهم إيلون ماسك الذي روج لها باستثمار يصل إلى 1.5 مليار دولار في هذه العملات باعتبار أنها الطريق الأسرع للحصول على الربح؛ بل إنه أعلن مؤخراً عن إمكانية استخدام العملة الرقمية المشفرة كطريقة لدفع قيمة سيارات تسلا المملوكة له.. لكن رغم كل ذلك يتبادر للكثير من الأشخاص السؤال الأهم: ما هي العملات الرقمية؟
ما هي العملات الرقمية؟
تُسمى أيضاً بالنقود الرقمية أو النقود الإلكترونية أو العملات الإلكترونية، وتكون عبارة عن نوع من العملات المتاحة على شكل رقمي فقط وليس لها وجود مادي مثل الأوراق النقدية أو المعدنية، ومع ذلك يكون لها نفس الخصائص في العملات المالية الأخرى، فيتم عليها المعاملات الفورية ونقل الملكية بلا حدود؛ بل يمكن أن تستخدم في شراء السلع والخدمات المختلفة؛ فهي رصيد مالي مسجل إلكترونياً على بطاقة ذات قيمة مخزنة على جهاز آخر ويتم تداولها عبر الإنترنت، كما يمكن أن يكون لها نقطة مركزية للعرض النقدي تجعلها أموالاً رقمية مستقرة، وهناك بعض العملات اللامركزية ويتم التحكم في العرض النقدي عبر مصادر مختلفة.
كما يٌمكن تعريف العملة الرقمية على أنها أحد أشكال العملات أو وسائل تبادل المنفعة والتي تقدم خصائص مماثلة للعملات المادية الملموسة، ولكنها تكون رقمية وليست ملموسة، وتسمح بالمعاملات الفورية والشراء والبيع مثل العملات الملموسة.
اقرأ أيضاً: هل يدمر مستقبل العملة الرقمية؟.. من هو كريج رايت مؤسس بيتكوين الحقيقي؟
تاريخ العملات الرقمية
تعود أصول العملات الرقمية إلى عام 1990 م، عند البدء في العمل بتكنولوجيا المعلومات، حيث كانت البداية عبر منتجات الذهب الإلكتروني الذي تأسس عام 1996م، حتى جاء عام 2006م، وبدأ موقع «ليبيرتي ريسرف» في تأسيس العملة الرقمية المعروفة والتي تسمح للمستخدمين بتحويل الدولار أو اليورو إلى عملة رقمية بين الدولار واليورو على نفس الموقع، ويسمح بالتبادل بينهما برسوم بنسبة 1%؛ إلا أن الحكومة الأمريكية أغلقتها تماماً بعد الاتهامات التي لاحقتها باستخدامها في غسيل الأموال.
وفي الصين وبالتحديد في عام 2005 بدأ استخدام نوع من العملة الرقمية القائمة على السلع الأساسية عبر منصة «تينسينت كيو كيو» من خلال القطع النقدية «Q»، لكن الاتهامات لاحقتها أيضاً بزعزعة استقرار العملة الصينية الرسمية «يوان» بسبب المضاربة، وبالتالي لم يمكن لها تأثير قوي.
وفي عام 2018 بدأ تداول العملات الرقمية بالشكل الجديد والحديث مع بتكوين لتصبح في عام 2009 العملة الرقمية الأكثر استخداماً على نطاق واسع في كل أنحاء العالم وتبدأ الانتشار بين الدول.
اقرأ أيضاً: الضغوط البيعية تسيطر على العملات الرقمية.. وتغريدة «إيلون ماسك» تقفز بـ«دوغ كوين»
أشهر أنواع العملات الرقمية
على الرغم من أن البعض يعتقد أن العملات الرقمية هي نوع واحد فقط وهو البيتكوين؛ إلا أنها أنواع كثيرة جدًا، فوفقاً لموقع «CoinMarketCap.com» المتخصص في العملات الرقمية، فهنالك أكثر من 6700 عملة رقمية يتمّ تداولها عبر شبكة الإنترنت في مختلف الدول حول العالم، كما أن هناك العديد من الشركات التي بدأت بإصدار عملتها الرقمية الخاصة والتي يمكن استخدامها لشراء الخدمات والمنتجات للشركة، لكن مع ذلك تكون هناك أنواع هي الأشهر والأكثر تداولاً في العالم، وهي الآتي:
البيتكوين Bitcoin BTC
هي عبارة عن عملة افتراضية ليس لها وجود مادي حقيقي، ولكنها الأكثر تداولاً في العالم على الرغم من استخدامها في معاملة العملات المشفرة والمعاملات غير القانونية، حيث إنها توفر المال بدون اسم فلا يمكن معرفة مالكي هذه العملة أو أي معلومات عن هويتهم.
تعمل آلية عملات البيتكوين على إخفاء هوية صاحب العملة (المرسل) وأيضاً المتلقي للأموال (المرسل إليه)، وبالتالي يمكن استخدامها في عمليات غسيل الأموال والمعاملات غير المشروعة، وهذا ما يجعل من الصعب على الدول التعرف عليها أو تنظيمها من قبل الوكالات المالية المركزية، حيث لا يمكن السيطرة على تحركها الذي يكون وفقاً لسياسة العرض والطلب.
لكن مع كثرة استخدام الدول لهذه لعملة البيتكوين اضطرت العديد من الدول للاعتراف بها، وأصبح التعامل معها بشكل رسمي، ولكن بما يخدم مصالحها وتحت مراقبة وتتبع الوكالة المالية المركزية.
الأثريوم Ethereum ETH
من أشهر العملات الرقمية التي تحاول منافسة البتكوين، وتم إنشاؤها في عام 2015 ولم يكن لها تداول قوي حتى عام 2016 عندما اجتمعت 500 شركة ثرية لمناقشة وتوحيد الجهود لتطوير شبكة التكنولوجيا وتم دعم هذه العملة لتكون وجهة للعملات الرقمية بين الشركة وتسرع اللامركزية في الاقتصاد العالمي.
على الرغم من أنها متقلبة إلا أنه يمكن استخدامها كأصل مالي للمتداولين، حيث تتميز عن البيتكوين بأنها تتيح للمتعاملين تشغيل أي برنامج للوصول إليها عبر التطبيق اللامركزي ولا يتم التحكم فيها من قبل أي نظام فردي أو مركزي؛ لذا تكون من الاستثمارات التكنولوجية الملاءمة بين الشركات.
التيثر Tether USDT
هي عملة رقمية تعمل على تحويل العملات المعترف بها مثل الدولار أو اليورو إلى عملة رقمية تتبع بروتوكولاً معروفاً وهو «Omni Layer» في منصة التداول، ويعود ظهورها الأول إلى عام 2014 ومقرها في هونغ كونغ.
وكل عملة منها تكون مدعومة بدولار أمريكي واحد، ما يعني أن احتياطات الدولار الأمريكي تكون بمقدار متساوٍ مع العملات، والغرض منها هو الجمع بين العملات الرقمية والعملات الثابتة مثل الدولار.
بينانس كوين
BNB Binance Coin
هي عملة مشفرة تستخدم كوسيط عند تبادل الأموال من عملة إلى أخرى، تم تأسيسها عام 2017، لشركة صينية تسمى Beijie Technology في هونغ كونغ، والتي تدير بورصة Binance إحدى أنجح البورصات في العالم في العملات المشفرة الرائدة والمعروفة.
دوغكوين Dogecoin DOGE
عُملة مشفرة تم تأسيسها عام 2013، وهي عبارة عن نظام دفع فوري ورخيص وممتع لا يحتوي على التكاليف التي تنطوي عليها المعاملات المصرفية، وهي في الأساس نسخة معدلة من عملة بيتكوين الشهيرة.
بدأت عملة دوغكوين على شكل مزحة وتم الرمز إليها على صورة كلب من عائلة «شيبا إينو»، وكانت تساوي أجزاء من سنت في وقت إطلاقها، لكن في وقت قصير اكتسبت داعمين وتزايد عليها الشراء بصورة كبيرة حتى رفعت قيمتها بنسبة 6000٪.
وتتميز بأنها عُملة سهلة وسلسة للتعامل مع العملات التي يصعب الوصول إليها مثل البيتكوين، كما أن الاستثمار فيها لا يحتاج إلى رأس مال ضخم، فيما تشير التوقعات أن سعرها سوف يرتفع أكثر في المستقبل، وهذا ما جعل رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، صاحب شركة تسلا للسيارات،يعلن أن شركته ستقوم بقبول الدفع مقابل بعض من منتجاتها بعُملة دوغكوين الرقمية.