2018-07-13
أثارت حادثة وفاة الشابة الفرنسية ناومي موسينغا قبل شهور عدة في أحد المستشفيات الفرنسية الخاصة غضب الرأي العام الفرنسي، قبل أن يُكشف الأسبوع الجاري عن سبب وفاتها، والذي حدده الطب الشرعي بتسمم نتيجة ابتلاع جرعات زائدة من مسكن باراسيتامول.
ويعتبر باراسيتامول أحد أكثر مسكنات الألم استخداماً على الصعيد العالمي، ويحمل مسميات عدة تختلف من دولة إلى أخرى، إذ يوجد في الصيدليات تحت مسمى «دوليبران» أو «إيفيرالغان» وأحياناً «دافالغان» وفقاً لصحيفة لوفيغارو الفرنسية.
ويشتهر هذا الدواء عالمياً بخلوه من الأعراض الجانبية في حال احترام الجرعات المُناسبة، بيد أنه يصبح خطراً محدقاً بصحة الكبد على وجه الخصوص إذا زادت الكمية المستهلكة عن الحد، إذ يُعد الدواء ثاني مسببات حالات التسمم الحادة التي تعرض على مستعجلات فرنسا من بين كل الأدوية.
وأكد الدكتور الفرنسي فرانسوا شاست في مؤلفه الحديث «100 سؤال حول الأدوية»، أن تناول أكثر من أربعة غرامات في اليوم الواحد من المسكن، بالنسبة لشخص بالغ يفوق وزنه 50 كلغ، يشكل تهديداً حقيقياً للكبد والكلى.
وأوضح أن الكبد يضطلع بدور خفض سُمية المواد التي تلج الجسم، إلا أن الإفراط في تناول بارسيتامول يرهق قدراته التطهيرية، مسبباً له حالة التهاب حادة ومميتة في الكثير من الأحيان.
وشدد على إمكانية إنقاذ الموقف إذا انتبه المريض بسرعة لأعراض معينة تفضح الإصابة بالتسمم، أبرزها الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ، كما يرافق هذه الأعراض تعرق غزير مع إحساس بالخمول.
وأضاف الدكتور شاست أن ظهور آلام على مستوى الجهة اليمنى للبطن مؤشر واضح على تسمم الكبد، يشرع الأخير بعدها في الدمار تدريجياً في غضون مدة لا تتجاوز ثلاثة إلى أربعة أيام، تنتهي بالوفاة إن لم يحظ المريض بعملية جراحية سريعة لزراعة كبد.
ولوقف النزيف، ينبغي على المريض تناول دواء يحتوي على مادة «أسيتيل سيستئين» المعروفة بقدرتها على علاج التسمم بالباراسيتامول، كما يجدر به الإسراع في تناولها بمجرد الانتباه للعلامات الأولى المذكورة سلفاً، بحيث تكون المادة فعالة في العشر ساعات الأولى بعد التسمم.