2018-07-13
استعان معهد الأبحاث الطبية الفرنسي (باستور) بجهاز حديث يوصف بأنه أقوى مجهر على الإطلاق، كما يمتلك عيناً هي الأدق رؤية بين أمثاله، يطلق عليه مسمى «تايتن كريوس» وينتظر أن يسهم بقوة في فك شفرة الخلايا الحية.
ووفقاً لصحيفة لوباريزيان الفرنسية، يحتاج المجهر الحديث إلى يومين كاملين لتشغيله، إلا أنه يتميز عن غيره بعدم الحاجة إلى وضع العين عند عدسته لمعاينة الخلية المدروسة، بل يكفي إمداده بالعينة ومراقبة الصور والنتائج التي تظهر على شاشات الحاسوب.
ولا يعمل المجهر الحديث إلا في صمت مطبق، بحيث تؤثر الضوضاء سلباً في عمله، ما دفع القائمين على مركز باستور إلى تحصين قاعته بمضادات الصوت والحقول المغناطيسية الصادرة عن مترو الأنفاق والهواتف المحمولة.
واختُرع الجهاز قبل ثمانية أعوام، وكلف اقتناؤه معهد باستور 10 ملايين يورو، دُشن قبل بضعة أيام، بيد أنه أبان منذ الوهلة الأولى قدراته الخارقة في تحليل الخلايا والبروتينات والفيروسات.
وأوضحت الدكتورة دوريت هانين المسؤولة عن الجهاز في معهد باستور الفرنسي، أن الأخير يعمل بواسطة إلكترونات سريعة تخترق خلايا العينة المدروسة بفضل توتر كهربائي قوي، تساعد على معاينتها بدقة عالية.
وقبل إمداد الجهاز بالخلايا أو الفيروسات المراد تحليلها، ينبغي حفظها بالتجميد في درجة حرارة أقل من 180 درجة مئوية، ويمكن تحليل 12 عينة دفعة واحدة بواسطة «تايتن كريوس».
ويملك المجهر قدرة على قراءة تفاصيل النانومتر، وهي وحدة قياسية مكروسكوبية يوجد منها مليار وحدة في المتر الواحد.
وأوضحت مدير معهد باستور أوليفييه شفارتز أنه بفضل هذا الجهاز يمكن تحليل خلية مصابة بالسرطان، أو بفيروس قاتل مثل زيكا، ومعرفة أشكال هذه الأخيرة ومكوناتها.
وأضاف شفارتز «نستطيع أيضاً العمل على فيروس الإيدز بفضل الجهاز، وفهم السر وراء قدرة بعض الناس على مجابهته بدون أدوية، أي إن البشرية يمكنها عقد آمال عظيمة على تايتن كريوس ليكون عراب علاج الإيدز المنتظر».